وهم “دولة” الحواجز
رام الله – الشاهد| كتب عمر عاصي: للتاريخ نكتب، بينما كان بعضنا يعيش “وهم الدولة الفلسطينية” في جبال الضفة.. فإن أكثرنا لم يعد يحصي أعداد الحواجز العسكرية وصارت لدينا تطبيقات ذكيّة نرصد أحوال الحواجز.. هذا سالك وذاك أزمة وآخر مغلق !.
تخيّل يا قارئ التاريخ أن جندي مراهق يقف عند حاجز عسكري أصبح بمقدوره أن يغلق مدينة كبرى مثل الخليل أو نابلس دون أن يستطيع مئات الاف من أهلها فعل شيء؛ بما في ذلك الزعران والقوات الخاصة.. الجميع عاجز أو يدعي العجز.. !.
أصبحنا نستيقظ كل يوم على خبر بوابة حديدية.. تغلق دون إنذار.. كل خوارزميات الذكاء الاصطناعي وعباقرة الكوكب لا يمكنهم التنبؤ بمزاج شلّة من الجنود قررت فجأة إغلاق بوابة على الاف المسافرين.. وتركهم ساعات ينامون في السيارات.
الشيء الوحيد “الجيد” في كل هذه العنجهية والعنصرية.. أننا عدنا لدراسة الجغرافيا الفلسطينية.. القرى التي لم نكن نعلم بوجودها أصبحت فجأة ذات اهيمة.. لأنها هي صارت الطريق.. بعد أن كانت مجرد بلدة ريفية بعيدة.. لا يعلم بها أحد.. هل سمعت بقرية خربثا بني حارث او كفر نعمة؟ وحدها الطرق الالتفافية جعلتنا ندخلها ونعرفها!.
لن أكتب عن قلنديا.. فهذا حاجز يستحق كتاب وليس خاطرة او مقالة.. ودعني يا قارئ التاريخ احكي لك شيء قد يضحك.. لا أحد فينا قد يصدق بأنه سيأتي يوم ويعيش الناس في فلسطين بلا حواجز وبلا قلنديا.. فإن عشت تلك الايام.. ابتسم واضحك عنا!.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=86429