الاحتلال يمعن في إهانة السلطة بعد عنترياتها عن السيادة والحماية وسد الذرائع

الاحتلال يمعن في إهانة السلطة بعد عنترياتها عن السيادة والحماية وسد الذرائع

رام الله – الشاهد| وجه جيش الاحتلال صفعة مدوية للسلطة الفلسطينية التي تنادي منذ سنوات طويلة بالسيادة الفلسطينية على الضفة الغربية، ومؤخراً خرج باسطوانة جديدة أسمتها “سد الذرائع”، وذلك في رسالة وجهتها للمقاومة في قطاع غزة بضرورة الاستسلام الكامل للاحتلال لسد الذرائع أمام استمرار حرب الإبادة.

الاقتحام الواسع الذي شنه جيش الاحتلال على كل مدن الضفة الغربية صباح اليوم الثلاثاء، واستهدف محلات الصرافة دفع الشارع الفلسطيني لتوجيه التساؤلات المشروعة للسلطة: “أين الذرائع التي قدمها الاحتلال من أجل اقتحام المدن الفلسطينية ومصادرة أموال مكاتب الصرافة؟، وأين السيادة المزعومة التي صدعتم رؤوسنا بها منذ سنوات؟”.

وجاء الاقتحام الواسع وسط حالة من الاختباء والاختباء لعناصر أجهزة السلطة في مقراتها الأمنية، التي تلقت أوامراً إسرائيلية بأنها ستقتحم المدن الفلسطينية، فاختبأت في مقراتها كالعادة وتركت الشعب الفلسطيني يواجه التنكيل بمفرده.

وصادر جيش الاحتلال خلال عملية الاقتحام عشرات ملايين الشواقل من محلات الصرافة، واعتقل العديد من أصحابها ومواطنين كانوا بداخل تلك المحال أثناء الاقتحام، وأصاب عدد آخر.

بدناش نواجه

وأعاد المشهد الذي شكل إهانة جديدة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، إلى الأذهان تبجح الناطق باسم حركة فتح جمال نزال، والذي قال في مقابلة تلفزيونية رداً على سؤال حول لماذا لا تحمي السلطة الفلسطيني في الضفة الغربية، ومعها عشرات آلاف البنادق، فقال: “باختصار بدناش”.

ولم تفلح كل محاولات تقديم القربان والطاعة لجيش الاحتلال من قبل السلطة والتي كان آخرها في نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري من هجوم عسكري على مخيم جنين بهدف القضاء على المقاومة ومصادرة سلاحها في تقديم ولو بعض الخطوات الشكلية لتلك السلطة كي تظهر بمظهر من يمتلك السيادة أمام الشعب الفلسطيني.

فالاحتلال يتعامل مع تلك السلطة على أنها “وكيل أمني” فقط لحماية جيش الاحتلال ومستوطنيه، وليس لحماية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة منذ 19 شهراً في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وهم السيادة

وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي فيديو لجنود الاحتلال قبل أسابيع وهم يوقفون العمل في طريق ببلدة دير بلوط قضاء سلفيت ويقومون باحتجاز العمال.

وعلق الناشط السياسي ياسين عز الدين على تلك المشاهد بالقول إنه في ضوء تعاون السلطة الأمني مع الاحتلال والخدمات الجليلة التي تقدمها له، ماذا حصلت في المقابل؟ ألا تستطيع التواسط من أجل تعبيد طريق يخدم المواطنين؟ أم خدمات مجانية تقدمها للاحتلال؟”.

وأضاف: “فلسفة السلطة أن تقوم بكل واجباتها أمام الاحتلال وتزيد عليها مبادرات حسن نية، وذلك من أجل “إحراجه” أمام الرأي العام الدولي، لكن الطامة الكبرى أنها تمنع الإعلام من التغطية بشكل حر، فكيف ستحرج الاحتلال؟”.

وتابع قائلاً: “قلنا لكم ألف مرة السلطة تعتبر نفسها وكيلًا أمنيًا يعمل لدى الاحتلال وتتقاسم المهام بينها وبينه، في هذا الفيديو هذه من مهام الاحتلال”.

مظاهر زائفة

وسبق أن انتقدت الكاتبة السياسية لمى خاطر حالة العجز والتواطؤ التي تعيشها السلطة الفلسطينية إزاء إعادة الاحتلال الإسرائيلي اعتقال محررين من صفقة تبادل “طوفان الأقصى”، دون أن تحرك ساكنا للدفاع عنهم أو حمايتهم.

وقالت خاطر في تصريح: إن أجهزة السلطة التي تهاجم المقاومة لموافقتها على إبعاد بعض الأسرى إلى الخارج كانت ستمنع اعتقال هؤلاء أو تدافع عنهم لو بقوا في الضفة؟ بل هل تملك السلطة، التي قطعت مخصصات الأسرى وجوّعت عائلاتهم، القدرة على تمثيل الحرص عليهم؟”.

وبينت أن ما يحدث يعكس حالة الرداءة بالواقع الفلسطيني، إذ تتفرغ السلطة بأذرعها المختلفة لتعزيز رواية الاحتلال، بوقت تتنصل فيه من أبسط واجباتها الوطنية، مؤكدة أن ما يسمى بـ”السيادة” التي تروج لها السلطة ليست سوى مظاهر زائفة، تُمنّ بها على الشعب بدلاً من أن تكون أداة لحمايته.

وكان جيش الاحتلال اعتقل مؤخرا عددًا من المحررين، بينهم سعيد ذياب، وسائد الفايد، وإبراهيم عطية، وحمزة شريم، ومهدي عكاس من قلقيلية، وسلامة القطاوي من بيرزيت.

إغلاق