سخط شعبي على السلطة.. المواطنون يصدون جرائم المستوطنين بأيدٍ فارغة

سخط شعبي على السلطة.. المواطنون يصدون جرائم المستوطنين بأيدٍ فارغة

رام الله – الشاهد| تتصاعد حالة السخط الشعبي على السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي تركتهم لقمة سهلة للمستوطنين الذين يعربدون ويدمرون ويستولون على ممتلكاتهم.

وارتقى الشاب محمد الشلبي شهيدًا مساء أمس الجمعة، بعد العثور على جثمانه في محيط بلدة سنجل شمال رام الله، وذلك عقب ساعات من فقدان أثره خلال هجوم وحشي شنته ميليشيات المستوطنين على خربة التل في جبل الباطن جنوب البلدة.

ووفق مصادر محلية، بدت على جثمان الشهيد آثار اعتداء مباشر وعنيف، فيما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشاب محمد رزق حسين الشلبي (23 عاماً) جراء عدوان المستوطنين على بلدة سنجل شمال رام الله، واستشهد جراء إصابة بالرصاص الحي في الصدر، اخترقت، وترك ينزف لساعات.

ويعد عوض ثاني شهيد في ذات المنطقة خلال أقل من 24 ساعة، بعد استشهاد الشاب سيف الدين كامل عبد الكريم مصلط (23 عامًا) في وقت سابق أمس، نتيجة تعرضه لضرب مبرح من قبل المستوطنين في سنجل.

وقد شهدت البلدة ومحيطها مواجهات عنيفة إثر محاولة الأهالي والمتضامنين إزالة بؤرة استيطانية جديدة أقامها المستوطنون في خربة التل، ما أسفر عن إصابة 10 فلسطينيين بجروح وكسور، وتعرض أحد النشطاء للدهس، إضافة إلى الاعتداء على مركبتي إسعاف.

يأتي ذلك في ظل تخلي أجهزة السلطة عن المواطنين الذين بثوا نداءات الاستغاثة لساعات من أجل إنقاذهم، ولم تحرك تلك السلطة ولا أجهزتها أي ساكناً.

جرائم متصاعدة

وأعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في الضفة الغربية أن مجمل ما نفذه المستوطنين والاحتلال خلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ 11280.

تأتي تلك الاعتداءات التي توزعت على جميع مناطق الضفة الغربية بما فيها تلك التي في مناطق (أ) الخاضعة لسيطرة السلطة، وسط صمت مخزي من قبل السلطة وأجهزتها الأمنية.

الاعتداءات التي وصلت لأرقام فلكية جاءت بعد جرائم السلطة بحق الشعب الفلسطيني ومقاوميه، ومحاولاتها المستميته لوأد أي عمل مقاوم ضد المستوطنين والاحتلال بالضفة.

موافقة السلطة

هذا يأتي في الوقت الذي كشفت فيه مصادر محلية فلسطينية أن عصابات المستوطنين بدأت خطوات فعلية للسيطرة على “قبر يوسف” في نابلس، عبر المطالبة والبدء في إقامة مستوطنة في المكان.

وأوضحت المصادر أن قادة المستوطنين يطالبون هذه الأيام بالاستيلاء الكامل على المقام وبناء مستوطنة في محيطه، وهي منطقة سكنية تقع عمليًا وسط مدينة نابلس، أي سيدمرون منازل فلسطينية ويهجروا أهلها من أجل إقامة المستوطنة.

وأشارت إلى أن السلطة الفلسطينية فدورها الوحيد هو شرعنة الاحتلال الإسرائيلي وحمايته.

يأتي ذلك بعد أيام فقط من اقتحام المستوطنين للقبر دون تنسيق فعلي معها، فيما تصدى الشبان الفلسطينيين للمستوطنين وأجبروهم على الخروج من المكان.

الاقحام حدث من قبل المستوطنين رغم أن هناك اتفاق معلن بين السلطة والاحتلال يضمن “حق” المستوطنين في مقام يوسف لكن بشرط التنسيق معها.

غضب شعبي

ووجه الناشط السياسي مزيد سقف الحيط انتقادات لاذعة للسلطة التي تعجز عن حماية الفلسطينيين من جرائم المستوطنين، وبدلاً عن ذلك تقوم باعتقال المواطنين وزجهم في سجونها.

وكتب سقف الحيط منشورا عبر حسابه على منصة فيسبوك جاء فيه: “الآن يقوم قطعان المستعمرين بإغلاق الطريق الواصل بين نابلس ورام الله ويقومون برشق المركبات الفلسطينية بالحجارة بحماية جيش الاحتلال وشرطته على مفرق مستعمرة شيلو قرب بلدة ترمسعيا”.

وأضاف : “أنا كمواطن فلسطيني دافع للضرائب أتساءل أين حماية وطن وأين أجهزة الأمن التي تستنزف ما يقارب ثلث ميزانية الشعب العربي الفلسطيني؟!”.

وتابع: “يحدث كل هذا وتعتقلني أجهزة أمن سلطة الحكم الذاتي الهزيل لأنني أنتقد عجزها عن حماية المواطنين الفلسطينيين من الاحتلال وقطعان مستوطنيه”.

إغلاق