لماذا اعتراف أوروبا بفلسطين محاولة لإعادة إنتاج السلطة كوكيل أمني؟
رام الله – الشاهد| قالت الكاتبة السياسية ميساء المصري إن موجة الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين تندرج في إطار “الفخ السياسي” الهادف لإنقاذ “إسرائيل” من عزلتها الأخلاقية، لا سيما بعد فشل عدوانها على غزة وتراجع صورتها دوليًا.
وذكرت المصري في مقال أن هذه الاعترافات رغم طابعها الرمزي، لا تفضي إلى سيادة حقيقية على الأرض، ولا تمكن الفلسطينيين من امتلاك جيش أو حدود.
وأشارت إلى أنها تخدم إعادة إنتاج السلطة الفلسطينية بوصفها “وكيلًا أمنيًا” وظيفتها الأساسية حماية المستوطنات وملاحقة المقاومة، ضمن ما يعرف بالتنسيق الأمني.
وبينت المصري أن “الدولة التي يعترف بها نتاج خيال اتفاق أوسلو وهي بلا سيادة أو قدرة على اتخاذ القرار وتدار بالتنسيق مع أجهزة الأمن الإسرائيلية وتمول من مانحين غربيين يشترطون استمرار محاربة المقاومة مقابل الدعم المالي”.
وأوضحت أن هذا النوع من الاعتراف لا يسهم بتفكيك منظومة الاحتلال، إنما يعيد تدوير مشروع سياسي يفرط بالثوابت الوطنية ويتنازل عن القدس، ويقبل بتجزئة الأرض، ويتخلى عن غالبية الشعب الفلسطيني في الشتات وأراضي 48، محصورًا التمثيل بنخبة ضيقة تدور في فلك الاحتلال”.
وانتقدت المصري محاولة تحويل النقاش الدولي من جرائم الاحتلال والإبادة في غزة لمسارات سياسية شكلية تتعلق بـ”بناء المؤسسات” و”مؤتمرات المانحين”.
واعتبرت أن الاعترافات الأوروبية تهدف إلى كبح الزخم الشعبي العالمي المناصر للقضية الفلسطينية، ونقل الصراع إلى أروقة الدبلوماسية العقيمة.
وختمت المصري بالقول: “التحرير ينتزع بالمقاومة، وأي اعتراف لا يهدف لإنهاء الاحتلال وتفكيك بنيته يبقى اعترافًا باطلًا من الناحية السياسية والوطنية”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=94702