مقتل ياسر أبو شباب.. سقوط رهان السلطة على الميليشيات المأجورة

مقتل ياسر أبو شباب.. سقوط رهان السلطة على الميليشيات المأجورة

غزة – الشاهد| تماماً كمصير كل الخونة على مر التاريخ، جاءت النهاية المحتومة المجرم ياسر ابو شباب بعد أن وضعت عليه السلطة آمالا عريضةً ليكون نداً المقاومة وعاملاً لاستهدافها وإضعافها.

ومنذ الأيام الأولى لتشكيل ميليشيات ياسر أبو شباب، كانت السلطة الفلسطينية وقياداتها السياسية والأمنية في مقدمة داعمي هؤلاء المرتزقة، بالسلاح والمال والتجنيد.

وبرز رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج كأحد أبرز الذين ساهموا في صنع هذه الظاهرة المشبوهة، حينما بدأ منذ الشهور الأولى العدوان في التخطيط لصنع الفوضى.

وكشفت قوة المقاومة في مارس من العام 2024 عن مخطط إسرائيلي يقوده ماجد فرج لإدخال قوة مسلحة لقطاع غزة تحت ستار حماية المساعدات الإنسانية.

وكشف مصدر أمني مطلع في قطاع غزة في حينه عن أن الأجهزة الأمنية في غزة اعتقلت أشخاصاً وصفهم بأنهم “يتبعون لجهات مشبوهة (دون تسميتها)، سعوا إلى تشكيل أجسام أمنية بديلة في القطاع، تتناغم مع مخططات إسرائيل”.

وبعد أن فشل فرج في إدخال هذه العناصر الأمنية لغزة، تم الاتجاه إلى تشكيل عصابات محلية، تتخذ من مناطق تواجد الاحتلال موئلاً لها، وشرعت في تجنيد العناصر الموتورة والمشبوهة أخلاقياً وأمنياً، وغالبيتهم ممن كانوا محكومين في قضايا جنائية وتخابر مع الاحتلال قبل اندلاع الحرب.

وفي حينه، كشف مسؤول أمني في السلطة الفلسطينية، أن ميليشيا ياسر أبو شباب في جنوبي قطاع غزة تتلقى الدعم من “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية.

وذكر المصدر في حديث لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن عناصر الميليشيا يتلقون رواتب من السلطة الفلسطينية برعاية المسؤول في جهاز المخابرات بهاء بعلوشة.

كما كشفت القناة ١٥ الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة أن محمود الهباش مستشارا لرئيس السلطة محمود عباس يشرف على عمل ميليشيا أبو شباب، عبر مدير مكتبه خالد بارود الذي ينحدر مثل الهباش من مخيم النصيرات وسط غزة.

وبحسب المصادر فإن دولة عربية تشارك في مشروع تأهيل ميليشيا المرتزق ياسر أبو شباب التي تتمركز شرق رفح جنوب قطاع غزة.

ويمثل مقتل أبو شباب ضربة للاحتلال والسلطة الذين يتعاونون أمنياً ضد المقاومة في قطاع غزة عبر تجنيد ودعم تلك الميليشيا التي تعمل كخط متقدم للاحتلال.

وتعليقا على مقتله، تواترت الأحاديث في الاعلام العبري عن أن الرهان الإسرائيلي على “أبو شباب” في القطاع فشل فشلًا ذريعًا في ظل عدم استجابة أهالي غزة له ثم مقتله لاحقا.

وكانت صحيفة “معاريف” العبرية كشفت عن أن رئيس جهاز “الشاباك” رونين بار، هو من يقف وراء تجنيد عصابة أبو شباب الإجرامية في قطاع غزة.

وقالت الصحيفة إن بار أوصى نتنياهو بتنفيذ خطوة تجنيد العصابة، وتسليحها، حيث عرض خطة تجريبية، وإدخال عدد محدود ومدروس من البنادق والمسدسات بشكل مراقب لن يغيّر ميزان التسلح داخل غزة.

وأشارت إلى أن العصابة تضم عدة عشرات من العناصر، غالبية الأفراد الذين جندهم جهاز الشاباك لتشكيل عصابة مرتزقة لصالح إسرائيل، وهم مجرمون من غزة متورطون في قضايا مخدرات، تهريب وجرائم ممتلكات.

وأوضحت الصحيفة أن الفكرة الأساسية للشاباك كانت استخدام هذه العصابة كمشروع تجريبي (بايلوت) لمعرفة ما إذا كان بإمكانها فرض نوع من الحكم البديل لحماس في منطقة صغيرة ومحدودة داخل رفح.

وذكرت أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية يوضحون أنهم “لا يبنون أوهاما أو يعلّقون آمالا كبيرة على هذه المجموعة كبديل لحماس”.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني بأنه لا توجد أي مؤشرات مؤكدة على أن عناصر أبو شباب يمكن أن يكون لهم تأثير حقيقي في المنطقة التي ينشطون فيها.

 

إغلاق