السلطة الفلسطينية خارج معركة غزة.. حضور وظيفي وغياب وطني

رام الله – الشاهد| في الوقت الذي تشهد فيه غزة أعنف الحروب وأكثرها تدميرًا، تصر السلطة الفلسطينية على التعامل مع العدوان كأنه أزمة ثانوية لا تستحق سوى مطالب مالية.
وبينما يواجه قطاع غزة مخططات لفصله عن الضفة الغربية وتحويله لكيان خاضع لوصاية أميركية- إسرائيلية، تكتفي السلطة بالمطالبة بأموال المقاصة المحتجزة لدى الاحتلال دون أي موقف يوازي حجم الكارثة.
وأمام ضجة التحركات الدولية والإقليمية لصياغة سيناريو “اليوم التالي” في غزة، يغيب موقف السلطة عن جوهر الصراع.
السلطة لم تبادر لرفض صريح لمحاولات تقسيم الأرض أو تعترض على تغييبها عن ترتيبات مستقبل القطاع.
قبولها الضمني بهذا الإقصاء مقابل بقاء تدفق التمويل يعكس تنازلًا خطيرًا عن الدور الوطني، ويؤكد أنها باتت تؤدي وظيفة إدارية لا أكثر.
وتترك السلطة غزة تخوض معركة وجود ضد الاحتلال بينما تواصل أجهزتها الأمنية تعزيز التنسيق الأمني وملاحقة النشطاء، واعتقال المقاومين والتضيق على الحريات.
كل هذا يحدث في الوقت الذي تتغول فيه “إسرائيل” على الأرض وتوسع من عملياتها الاستيطانية والعسكرية بينما تنظر السلطة إليه كـ”شاهد مشفش حاجة”.
ويبدو أن السلطة، التي رفعت يومًا شعارات الدولة والاستقلال والتحرر، باتت خارجة من معادلة الدفاع عن الأرض والحقوق الوطنية، وتكتفي بدورها الوظيفي المحدود.
ويغيب عن السلطة عمدًا في ظل حرب وجودية على الفلسطيني الموقف والفعل الوطني ما يجعلها تخسر آخر ما تبقى من رصيدها في الشارع.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=94743