المحلل المأجور وضرب الحالة الفلسطينية

المحلل المأجور وضرب الحالة الفلسطينية

رام الله – الشاهد| كتبت سناء زكارنة: في خضم الصراع المفتوح الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، لا يقتصر الاستهداف على الميدان العسكري والسياسي، بل يمتد إلى ساحة الإعلام والفكر، إذ يطلّ بين الحين والآخر محللون وإعلاميون ومثقفون يتبنون خطابًا يضرب الحالة الفلسطينية ويشكك في شرعيتها الوطنية، ليس انطلاقًا من قناعة فكرية، بل بدافع الارتزاق وتوظيف المال السياسي.

الإعلام المأجور يفقد رسالته الأخلاقية، ويتحوّل إلى أداة لتزييف الوعي وتفكيك المجتمع، والأخطر أنّ بعض من يعتاشون على هذا الدور يملكون تاريخًا نضاليًا أو رمزيًا، لكنهم يفرّطون به لتحقيق مصالح شخصية آنية، فيبيعون تاريخهم كما يبيعون أقلامهم.

الحالة الفلسطينية أحوج ما تكون اليوم إلى خطاب وحدوي نزيه يعزز الصمود ويرسخ الثقة بالمشروع الوطني، لا إلى أصوات مأجورة تضعف المناعة الداخلية وتخدم أجندات خارجية.

فالمحلل الذي يتحدث بلسان المال لا يصنع وعيًا ولا يبني مشروعًا، بل يضيف طبقة جديدة من التشويش والخذلان.

المواقف لا تُقاس بثراء اللغة ولا بكثرة المنابر، وإنما بمدى الالتزام بالمبادئ واستعداد صاحبها للدفاع عن الحقيقة. أما المرتزقة، فسرعان ما يكشفهم التاريخ ويسقطون في هامشه.

إغلاق