أمضى في السجن 33 عاماً.. تعرف على القائد المحرر “محمود عيسى”

أمضى في السجن 33 عاماً.. تعرف على القائد المحرر “محمود عيسى”

رام الله – الشاهد| عانق الأسير المحرر محمود عيسى الحرية بعد اعتقال دام 33 عاماً في سجون الاحتلال، وذلك بعد أن تمكنت المقاومة من تحريره في صفقة تبادل الأسرى.

اعتُقل عيسى عام 1993، بعدما اتهمته سلطات الاحتلال بقيادة أول خلية عسكرية لكتائب القسام في مدينة القدس، ونُسبت إليه عمليات مقاومة نوعية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين.
أصدرت محكمة الاحتلال بحقه حكمًا قاسيًا يقضي بثلاثة مؤبدات و46 عامًا إضافية، في محاولة لإغلاق الباب نهائيًا أمام أي احتمال لحريته، لكن “أبو البراء” لم يكن أسيرًا عاديًا، فخلال سنواته الطويلة في السجن، تحوّل إلى أحد الرموز التاريخية للحركة الأسيرة الفلسطينية، وإلى أقدم أسرى حركة حماس، حيث شكّل حالة نضالية استثنائية تجاوزت الجدران والعزلة.
العزل الطويل
على مدى أكثر من عقد في العزل الانفرادي، خاض محمود عيسى رحلة طويلة من الصبر والمقاومة الفكرية، واجه خلالها محاولات الاحتلال لكسر إرادته وإخماد رمزيته داخل السجون.
ورغم ظروف العزل القاسية، استمر في أداء دوره التربوي والفكري، فكان معلّمًا للأسرى وملهمًا للأجيال الجديدة من المقاومين، حيث صاغ داخل الزنازين مفهومًا جديدًا للصمود القائم على الوعي والانضباط والروح الجماعية.
تقول مصادر في الحركة الأسيرة إن الاحتلال مارس بحق “أبو البراء” انتقامًا ممنهجًا، بعد أن نسب إليه دوره في تطوير فكرة أسر الجنود الإسرائيليين كطريق لتحرير الأسرى، وهو ما جعله هدفًا دائمًا للعقوبات والنقل والعزل، ورغم ذلك، ظلّ ثابتًا على قناعاته، رافضًا أي مساومات أو صفقات مشروطة بحريته الشخصية.
أصبح واقعًا
على مدار العقود الماضية، حاول الاحتلال استبعاده من جميع صفقات التبادل السابقة، خوفًا من رمزيته وتأثيره في الوعي الوطني الفلسطيني، إلا أن المقاومة الفلسطينية أصرت هذه المرة على إدراجه ضمن قائمة الإفراج، تقديرًا لتاريخه النضالي وصموده الذي تجاوز الزمن والجدران.
خروج القسامي في صفقة طوفان الأقصى لا يمثل مجرد حرية فرد، بل تحققًا رمزيًا لمعنى الانتصار المعنوي للمقاومة والحركة الأسيرة.
فالرجل الذي حاولت “إسرائيل” طمسه في زنازين العزل خرج إلى العلن شاهدًا على فشل سياسات الإخضاع، ومؤكدًا أن الزمن، مهما طال، لا يغلب الإرادة. تشير المعطيات التي نشرت اعلاميا إلى أن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس و إسرائيل، والتي جرى التوصل إليها بوساطة أميركية، تنص على إفراج الاحتلال عن نحو 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد، إضافة إلى قرابة 1700 معتقل من قطاع غزة اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتُعدّ هذه الأرقام من أبرز بنود التفاهمات التي دار حولها نقاش واسع بين الفصائل والاحتلال، بعد أن أثارت الخلافات على الأسماء المستبعدة من القوائم النهائية جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية.
ووفقًا لتقارير ميدانية، بدأت إدارة السجون الإسرائيلية فعليًا نقل عدد من “السجناء الأمنيين” المشمولين بالصفقة من عدة سجون مركزية إلى مرافق مخصصة للإفراج، في خطوة تمهيدية لتنفيذ الاتفاق. في المقابل، ذكرت مصادر إسرائيلية أن جهاز الأمن العام “الشاباك” اعترض على إدراج نحو 100 اسم ضمن القوائم المقترحة، وأسقط 25 من القيادات البارزة بحجة “وجود مخاطر أمنية محتملة” حتى بعد الإفراج عنهم.

أما على الجانب الفلسطيني، فتُقدّر الهيئات الحقوقية عدد الأسرى في سجون الاحتلال بأكثر من 11 ألف أسير، من بينهم نساء وأطفال ومعتقلون إداريون، بينما تؤكد تقارير ميدانية أن أكثر من 4 آلاف معتقل من غزة أُودعوا السجون منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023.

إغلاق