هكذا تغامر السلطة بآخر ما تبقى من شرعيتها من أجل موطئ قدم بغزة

رام الله-الشاهد| قال المحلل والباحث السياسي سليمان بشارات إن ترحيب السلطة الفلسطينية بالقرار الدولي الجديد يأتي بإطار محاولة لإيجاد موطئ قدم سياسي في المرحلة المقبلة، بعدما شعرت بأنها بعيدة ومهمشة عن المسار السياسي المتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية.
وأوضح بشارات في تصريح أن السلطة وافقت على القرار رغم أنه ينطوي على محاذير متعددة.
ورأى أن أبرزها أن صياغته الزمنية فضفاضة وأن تحديد عمل “مجلس السلام” لفترة عامين لا يفرض أي التزام على الأطراف.
وبين أن القرار أبقى الملفين الإنساني والإعمار تحت الإدارة الأميركية ما قد يحولهما مستقبلًا إلى أدوات ضغط سياسية تستخدمها واشنطن في توجيه الموقف الفلسطيني.
وأشار بشارات إلى أن تحويل مجلس السلام إلى الجهة المشرفة على القوة الدولية في غزة يفتح المجال أمام تحولها لقوة احتلال عبر محاولة نزع سلاح المقاومة والدخول في مواجهة مباشرة مع السكان بذرائع مختلفة.
ولفت إلى أن “إسرائيل التي بدت خلال عامي الحرب قوة تمارس التهجير والإبادة قد تستفيد من القرار لإعادة تجميل صورتها دوليًا، في ظل غياب أي إدانة صريحة لسلوكها.
واعتبر بشارات أن تجاهل ذكر الطرف الفلسطيني كطرف رئيسي يعمق تهميشه وشطب موقعه السياسي في أي ترتيبات مقبلة.
وبشأن ما كشفه القرار، قال إنه أظهر حقيقة الموقفين الدولي والإقليمي، مؤكدًا أن الرهان عليهما كان خاسرًا خصوصًا بعد أن منح تحفظ الصين وروسيا للولايات المتحدة فرصة تمريره وتثبيت رؤيتها.
ورأى أن القرار يفتح الباب أمام إعادة إحياء مفهوم “القيادة السياسية الموحدة” كما حدث بانتفاضتي 1987 و2000، حين فرضت قيادة الفلسطينفسها كمرجعية أساسية.
لكنه شدد على أن تطبيق القرار سيظل بحاجة لطرف فلسطيني يقبل به، وهو ما يبدو غير متاح في ظل رفض فصائل المقاومة ما يجعل إمكانية تنفيذه أمرا معقدا وغير مضمون.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=97055





