عبر المفاوضات.. قناة إسرائيلية: السلطة تحاول استعادة كرامتها بعد حرب غزة

عبر المفاوضات.. قناة إسرائيلية: السلطة تحاول استعادة كرامتها بعد حرب غزة

الضفة الغربية – الشاهد| أرجعت القناة 12 الإسرائيلية السبب في تقديم السلطة لقائمة مطالب للإدارة الأمريكية الجديدة من أجل الدخول مجدداً في مفاوضات مع حكومة الاحتلال إلى محاولتها استعادة كرامتها المفقودة بعد حرب غزة الأخيرة.

وقالت القناة في تقرير لها مساء اليوم الأربعاء، إن معركة غزة الأخيرة رفعت من رصيد حركة حماس شعبياً، وفي المقابل أظهرت السلطة ومحمود عباس كسفن فارغة.

ورأت القناة أن السلطة تحاول من خلال قائمة المطالب، أن تقدم نفسها كطرف قادر على المبادرة وممارسة الضغط السياسي على حكومة الاحتلال، بما يتماشى مع المتغيرات في الشرق الأوسط.

وبحسب القناة فإن الإدارة الأمريكية الجديدة بعثت في قيادة السلطة آمالاً متجددة، وربما مبالغاً فيها وهو ما يفسر تقديم السلطة لقائمة المطالب التي لا يمكن لحكومة الاحتلال الموافقة عليها.

وتشمل قائمة المطالب التي قدمتها السلطة للإدارة الأمريكية في منع التوسع الاستيطاني، إطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، زيادة عدد تراخيص العمل لدى الاحتلال، توسيع صلاحيات سلطة الجمارك الفلسطينية.

المفاوضات جارية فعلياً

ما تقدمت به السلطة من شروط لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال، يبدو أنه للتسويق الإعلامي، إذ كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الأسبوع الماضي، عن محادثات متقدمة لتشكيل لجنة مشتركة إسرائيلية مع السلطة للترويج للقضايا الاقتصادية.

وذكرت الصحيفة أن وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج من حزب ميرتس، يقود هذه المحادثات وينسق خطواته مع كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية وعلى رأسهم وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي الخطوة الأولى التي تقودها الحكومة الإسرائيلية الجديدة مع السلطة الفلسطينية، وتوقعت الصحيفة أن يزور عدد من وزراء السلطة عما قريب مكاتب نظرائهم الإسرائيليين في محاولة لتعزيز التعاون بين الطرفين.

وخلال أسابيع ستبحث اللجنة المشتركة طلبين تقدمت بهما السلطة الفلسطينية الأول إضافة حوالي 17000 تصريح عمل للعاملين في قطاعي البناء والصناعة داخل كيان الاحتلال، والثاني تعزيز تنظيم سلطة الوقود الفلسطينية.

ونوهت الصحيفة، إلى أن هذه اللجنة على الرغم من الترويج لتشكيلها خلال هذه الأيام، إلا أن مبادرة إنشاها ليست جديدة وتم الاتفاق عليها كجزء من "بروتوكول باريس"، الملحق الاقتصادي لاتفاقيات أوسلو، وتنص على أن تتألف اللجنة المشتركة من عدد متساوٍ من الأعضاء من الجانبين.

الخوف من سقوط عباس

التحركات السياسية والبحث عن مسار للمفاوضات جاء بعد توقعات إسرائيلية وغربية بسقوط عباس بعد الجرائم الأخيرة التي ارتكبتها أجهزة السلطة ضد المواطنين في الضفة على مدار سنوات والتي كان آخرها اغتيال نزار بنات وقمع المتظاهرين واعتقال المعارضين.

وتوقع رئيس جهاز الشاباك السابق يعكوف بيري أن تسرع الأحداث التي تشهدها الضفة الغربية بالإطاحة برئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس.

وقال بيري في مقال له بصحيفة معاريف إن الأوضاع الأمنية المعقدة بالضفة تتطلب تقييماً إسرائيلياً فورياً ومتعمقاً، لأنها تشكل تهديدات أمنية خطيرة ويجب أن نكون مستعدين.

وأضاف بيري: "محمود عباس يشغل ثلاثة مناصب هي رئيس السلطة ورئيس المنظمة ورئيس فتح، وبسبب تقدم سنه وحالته الصحية بدأت في السنوات الأخيرة معركة خلافته.

وأوضح أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية ترى أن خليفة عباس برئاسة السلطة سيركز على المعالجة الشاملة في المجال الداخلي، ومنع الصراعات بين من سيتم انتخابهم للمناصب الإضافية التي يشغلها أبو مازن حالياً وفي العلاقة مع حماس التي لديها فرصة كبيرة للفوز بالانتخابات إذا أجريت لأنها ستكون فرصتها لإثبات قوتها ومكانتها بين الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية.

واعتبر بيري على أن اغتيال الناشط نزار بنات أشعل مدناً كبرى في الضفة الغربية، وتسبب في موجهة من الاحتجاجات العنيفة تهدد بإشعال فتيل فيها، وأضاف: رأينا مشاهد لم نعتد عليها منذ فترة طويلة، وقيادة السلطة التي تعمل جاهدة لتنظيم مظاهرات دعما لعباس تمر بأزمة كبيرة قد تتسرب إلى الاشتباكات مع الجيش، وتحاول حماس الاستفادة من هذه الاضطرابات.

ولفت إلى أن الوضع الحالي فيه احتمالية كبيرة للتدهور لدرجة الإطاحة بعباس، الذي لا يعرف كيف يهدئ الوضع بينما يتطور انتقاد حاد لتعامل السلطة مع اغتيال بنات.

إغلاق