واشنطن بوست: السلطة الفلسطينية فاسدة ومتسلطة بنظر المجتمع الفلسطيني

واشنطن بوست: السلطة الفلسطينية فاسدة ومتسلطة بنظر المجتمع الفلسطيني

رام الله – الشاهد| قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الجمهور الفلسطيني ينظر إلى السلطة الفلسطينية على نطاق واسع على أنها فاسدة ومتسلطة، لافتة الى أن استطلاعا للرأي تم اجراؤه الشهر الماضي أظهر أن الدعم لرئيسها محمود عباس قد تراجع بشكل كبيراً.

 

وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته، أمس، أن عباس يواجه ضغوطاً شعبية متزايدة منذ قراراه المنفرد بإلغاء الانتخابات، عندما بدا له أن حركة فتح التي يتزعمها ستتعرض لهزيمة ساحقة أمام حركة حماس المنافسة لها.

 

وأوضحت الصحيفة أن الضغوط على عباس تزايدت بعد استمرار السلطة في ممارسة الانتهاكات بحق المعارضين، إذ أقدمت على اعتقال الناشط الحقوقي والمعارض البارز عيسى عمرو، الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن انتقد حملة الاعتقالات الأخيرة في منشورات على موقع فيسبوك.

 

وتحدثت الصحيفة عن الحالة الشعبية التي تمثلها عائلة الناشط الذي تعرض للاغتيال على يد اجهزة السلطة نزار بنات، مشيرة الى ان العائلة وجّهت اتهامات للسلطة الفلسطينية بمحاولة التستر على جريمة قتله.

 

الضغط على السلطة

وأضحت الصحيفة أن العائلة تضغط بشكل كبير على السلطة، حينما قال أقارب نزار بنات إنهم لم يتلقوا حتى الآن وثيقة رسمية توضح سبب الوفاة، وأشاروا إلى أن السلطة الفلسطينية سعت إلى تسوية الأمر خارج النطاق القانوني.

 

ونقلت الصحيفة عن غسان بنات، شقيق نزار، قوله للصحفيين يوم أمس، إن "سلوك السلطة الفلسطينية حتى هذه اللحظة هو سلوك إجرامي يحاول التستر على جريمة".

 

وذكرت الصحيفة ان نزار بنات كان معارضاً صريحاً للسلطة الفلسطينية، وسبق أن دعا الدول الغربية إلى التوقف عن تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية، بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان وتصاعد سلوكها الاستبدادي.

 

ولفتت الى ان نزار وثق سلسلة من المنشورات ومقاطع الفيديو المباشرة على موقع فيسبوك، انتقد فيها التنسيق الأمني الوثيق للسلطة مع إسرائيل، كما انتقد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لإلغائه ما كان يمكن أن يكون انتخابات فلسطينية منذ 15 عاماً، وكان بنات أحد المرشحين على قوائم المعارضة في تلك الانتخابات.

 

ورات الصحيفة ان العائلة تنطلق من موقف قوي يتمثل في رفض واسع لجريمة الاغتيال، وتورد العائلة تفاصل صادمة كقيام قوات الأمن بتحطيم أبواب المنزل واقتحام غرفة نومه وضربه وإصابته بجروح دامية في الرأس قبل إخراجه عنوة من المنزل، وهو ما تسبب بوفاته على يد أفراد القوة الامنية.

 

وذكرت الصحيفة ان وفاة بنات تسببت في تفجير موجة من الاحتجاجات على مقتله، وهو ما قابلته السلطة بمزيد من القمع حيث اعتقلت عددا من النشطاء واستخدمت رذاذ الفلفل وضربت المتظاهرين بالهراوات.

 

 

وأشارت الصحفة الى صعوب الوضع الذي تمر به السلطة، بسبب اصارا عائلة بنات على رفض اغلاق ملف الجريمة وحله عبر بالطرق القبلية أو عن طريق الشيوخ، والتأكيد من طرف العائلة على أن  جريمة الاغتيال هي سياسية، وأن ملفها سيبقى مفتوحاً حتى تتحقق العدالة ولو استغرق الأمر ألف عام.

 

فريق قانوني دولي

وكان عضو فريق الحق والقانون المحامي غاندي الربعي، أعلن عن تشكيل فريق قانون وطني ودولي سيأخذ على عاتقه الإجراءات الوطنية الخاصة بجريمة اغتيال الناشط والمعراض السياسي نزار بنات.

وأشار الربعي خلال مؤتمر لعائلة بنات، امس السبت، الى أنه لا يمكن الثقة بالسلطة لأنها عطلت السلطة التشريعية وعطلت القضاء بشكل مخالف للقانون.

 

وحول اللجوء الى القضاء الدولي قال غاندي:" القضاء الدولي هو قضاء تكميلي وسنلجأ اليه في حال استنفذنا كل الخيارات المحلية".

 

وقال الربعي إن السلطة التنفيذية هي التي تحرض وتدعي امتلاكها للقانون وهي أول من ينتهكه.

 

وكانت العائلة أعلنت خلال المؤتمر عن تشكيل فريق قانوني محلي ودولي في كندا وبريطانيا وفرنسا والأردن ولبنان يمثلهم المحامي الفلسطيني غاندي الربعي

إغلاق