جسديًا ومعنويًا.. لماذا كثفت “إسرائيل” استهداف قادة المقاومة وطاقمها المفاوض؟

جسديًا ومعنويًا.. لماذا كثفت “إسرائيل” استهداف قادة المقاومة وطاقمها المفاوض؟

رام الله – الشاهد| “الاغتيال الجسدي والمعنوي”؛ “نشر الأكاذيب وتلفيق التصريحات”.. هي أساليب قذرة عادت “إسرائيل” لاستخدامها مع قادة المقاومة في قطاع غزة وطاقمها المفاوض للي ذراعهم أملًا في الضغط عليهم لتحقيق أي بارقة نصر في مفاوضات التهدئة عقب فشلها الذريع ميدانيًا.

هذه الأساليب القديمة الحديثة تحاول “إسرائيل” الوصول إلى ما عجزت عنه خلال 7 أشهر من الحرب والمجازر والمعارك الطاحنة في القطاع المحاصر.

وتقابل بفطنة وإدراك كبيرين من قادة المقاومة الذين أعلنوا عن أن ما عجزت “إسرائيل” عن تحقيقه عبر آلة الحرب لن تنجح بانتزاعه عبر طاولة المفاوضات.

محاولات متكررة

فقد عمدت إلى اغتيال 6 من أبناء وأحفاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة في غارة جوية على مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة التي تتعرض للتجويع أيضًا.

وهاجمت طائراتها الحربية منزل طاهر النونو مستشار هنية ودمرته بالكامل في غزة؛ ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد كبير من عائلته.

كما اغتالت رئيس حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة صالح العاروري في مكتب للحركة في الضاحية الجنوبية بلبنان مع عدد من قادة المقاومة؛ وقتلت عددًا آخر من عائلة نائب رئيس حماس في غزة خليل الحية.

ولم تسلم عوائل قيادات المقاومة من حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؛ إذ قضى عدد منها شهداء باغتيالات إسرائيلية.

هذا الضغط الكبير لم يتوقف عند هذا الحد؛ بل ذهب الاحتلال عبر أجهزة مخابراته وذبابه الالكتروني إلى نسج قصص وهمية وفبركة أكاذيب ومحاولة لصقها بقادة المقاومة وطاقمها للمفاوضات وترويجها عبر منصاتهم المحتلفة.

نتائج عكسية

وسرعان ما انساقت آلة دعاية السلطة الفلسطينية وحركة فتح كعادتها إلى رواية الاحتلال الكاذبة لترويجها من خلال الإعلام غير الرسمي والذباب الالكتروني التابع لها.

ولا يكاد يمر يوم دون نشر شائعة جديدة أو قصة مفبركة تمس قادة المقاومة أو طاقم المفاوضات الفلسطيني لتنحيتهم جانبًا أو ارضاخهم أو ضخ أخبار كاذبة عن طبيعة سير المفاوضات.

أستاذ العلوم السياسية حسام الدجني رأى في كل هذه الاستهدافات الإسرائيلية انعكاسًا لحالة التخبط التي يعاني منها الاحتلال، مؤكدًا أنه “حين يفشل باغتيال قادة حماس والمقاومة فإنه ينتقم منهم بقتل أبنائهم”.

وأكد الدجني في تصريح أن “إسرائيل تجهل أن هكذا اغتيالات تؤكد أن قادة حماس وأبناءهم هم بين أوساط شعبهم، ولم يغادروا كما عملت الماكينة الإعلامية المناصرة لإسرائيل وترويجها بأن أبناءهم في فنادق قطر وفي عواصم أخرى، ما يدلل على أن نتنياهو متخبط ولا يعلم ماذا يفعل”.

وأشار الدجني إلى أن “إسرائيل أرادت أن تؤلم وتوصل رسالة لقادة المقاومة بأن يقدموا تنازلات بالمفاوضات، وهي لا تدري أنها خدمت حماس، وأكدت أن قادتها وأبناءهم هم جزء من هذا الشعب، ومن هو بالخارج منذ فترة طويلة فهذا من متطلبات العمل، وهو ما حاولت حماس أن تقوله لفترة طويلة، ولكنها اليوم تثبته بدماء أبناء قادتها”.

الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم يتفق مع سابقه الدجني؛ ويؤكد أن عمليات الاغتيال تأتي في سياق “ممارسة الضغط على حماس في خضم مباحثات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، غير أنه يثبت مرة أخرى أن إسرائيل غير معنية بإنجاح هذه المباحثات.

وأكد إبراهيم في تصريح أن هذه المحاولات تريد من خلالها “إسرائيل” إلى دفع حماس لتقديم التنازلات وتليين مواقفها باستخدام سلسلة الجرائم المرتكبة بحق القيادات السياسية.

إغلاق