مهزلة آيكون مول.. السلطة تشارك الاحتلال في محاولة تدجين الإنسان الفلسطيني

مهزلة آيكون مول.. السلطة تشارك الاحتلال في محاولة تدجين الإنسان الفلسطيني

رام الله – الشاهد| لم يكن التقرير الذي بثته قنوات عبرية من قلب “آيكون مول” في رام الله سوى ترجمة عملية لمساعي الاحتلال لإظهار الفلسطيني الجديد الذي يلهث خلف المطاعم والبراندات وينسى هموم قضيته.

لكن الأنكى في ذلك هو دور السلطة الفلسطينية التي انسلخت تماماً عن كونها كياناً وطنياً اتنقلب إلى مسخ مؤسساتي مهمته الأوحد هي ضمان أمن الاحتلال ومساعدته في خلق الفلسطيني المشوه.

وَجُوبِه التقرير المبثوث بالكثير من الاستهجان والاستنكار في الشارع الفلسطيني، والذي رأى فيه رقصاً على المسفوك يومياً في شوارع الضفة وغزة.

وعلق الناشط مصطفى البنا على ما حدث بالقول: “في “آيكون مول” حيث نموذج مصغّر للفلسطيني الذي انصرف عن حقيقة واقعه وقضيته نحو البراندات والحداثة المزيفة ومظاهر الرفاهية، لم يعد يجدي تزييف الواقع واستخدام السلطة شمّاعة لتخاذل الناس، كما يحاول أنصار فكرة (احنا تحت احتلالين) الترويج، وأغلبهم من التيار الذي سرعان ما يهلل لأي حدث أمني خطير في غزة وهم باتوا معروفين”.

وأضاف: “الأكثر بشاعة في تقرير المول الذي افتُتح بالرقص والغناء في ذات اللحظة التي كانت ترتكب فيها إسرائيل إبادة جماعية وتجويعًا في غزة، أن الفلسطيني الذي يقبل العيش ذليلًا بين حاجز وحاجز في سبيل الوصول إلى جمال المولات، يريد لغزة أن تحرر أرضه وأسراه وأن تجبر الاحتلال على تحسين ظروف احتلاله، ولا يجد في نفسه حرجًا أو خجلًا من إبداء رأيه ورفض أي اتفاق أو أطروحة لا تعجبه حتى وإن كان من خلفها استمرار الموت، دون أن يقدم قطرة دم، والمهم أن تكون الحلبة هي غزة أو مخيم جنين أو مخيمات طولكرم ونابلس، لا ضير، المهم أن لا تقترب من منطقتنا الآمنة ومساحة رفاهيتنا.. نموذج التدجين الذي قبله الفلسطيني يجب أن يدرس في الحقيقة”.

أما الكاتب ياسين عز الدين، فعلق بالقول: “آيكون مول يضرب من جديد.. قناة “كان” الصهيونية تتجول بحرية وأريحية في آيكون مول برام الله في الوقت الذي يقتل الاحتلال الصحفيين بغزة بدم بارد وبلا رحمة”.

وأضاف: “لا ننسى حفل افتتاح آيكون مول في ذروة المجازر وكيف تجاهلوا دماء وآهات شعبنا.. وإذا عرف السبب بطل العجب فمالك المول غاندي جابر مقرب من الأجهزة الأمنية ويدفع المعلوم لمسؤوليها”.

أما الناشط محمود نواجعة، فعلق قائلاً: “الكثير مما يمكن الحديث عنه حول قناة كان وتقريرها عن ايكون مول، الأهم أن الفلسطيني الجيد بنظرهم هو الذي يرتضي العيش بدون كرامة مع بعض البراندات والعطور وهذا ما يجسده الشخص في المقابلة، الذي يقول لمستوطنة صهيونية تستوطن القدس بأننا جيران، هو ذلك الفلسطيني الذي اصبح حلمه بأن يتم فتح الحاجز لبعض ساعات إضافية ومزيد من الطعام والراتب!”.

وأضاف: ‘يحاول تلفزيون كان إظهار التقرير وكأنه طبيعي، لكن الواضح أن التقرير كان شبه سري، في أغلب الأحيان يختفي المايك باستثناء أماكن مخفية في المول بعيدة عن عيون الناس، والتحدث بالعبرية يحدث في محلات فارغة، لا تشكيك في وطنية الناس، أعتقد جازماً لولا هذا النوع من التخفي في التصوير وصناعة التقرير لما تم استكماله.. على العموم، يتحمل المول وإدارته هذا القرف وذلك الشخص “الجيد” يبدو أنه من الإدارة”.

أما الناشط جهاد بركات، فيرى أن إدارة المول تتحمل مسؤولية ما حرى، وعلق قائلاً: “من يتحمل مسؤولية هذا التقرير إدارة المول، والتجار الذين يعلمون من هي القناة ويقولون للمراسلة “نحن جيران”، ويتفاخرون بالتعامل مع وكلاء إسرائيليين، وفتحوا متاجرهم لها للحديث بالعبرية بحرية”.

وأضاف: “فالتصوير لا يمكن أن يكون دون موافقة إدارة المول، غالبا ما نواجه كثير من التمنع عن الموافقة على التصوير في المتاجر.. أما معظم الناس الذين ظهروا وتحدثوا بالتقرير فهم غالبا لا يعلمون من هي ومن أي وسيلة إعلام”.

وتابع: “تقول المراسلة الاسرائيلية في بداية التقرير إنها تقف في مكان معزول بعيد عن الناس في المول كونها القناة الإسرائيلية الأولى التي تدخله.. طبعا حين تتحدث بالعبرية وتحمل لوغو هيئة البث الإسرائيلي”.

إغلاق