هكذا مهدت السلطة والاحتلال لتنشيط الاستيطان في محيط مخيم جنين بعد سحقه

جنين – الشاهد| لم يكن استهداف الاحتلال وأجهزة أمن السلطة لمخيم جنين مجرد حلقة جديدة في سلسلة الإجرام المشترك، بل مهد بشكل واضح لإعادة تنشيط الاستيطان في محيطه.
وقالت الكاتبة د. سناء زكارنة إنه بعد مصادرة مساحات واسعة من أراضي جنين، باتت المدينة وكأنها عالقة بين فكّي كماشة، يُضيَّق عليها في الجغرافيا ويُحاصَر فيها الإنسان قبل المكان!.
وأضافت: “لكن السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه بإلحاح:هل كان من الممكن عودة المستوطنين ما دام مخيم جنين قائمًا، حاضرًا، ومقا…ومًا؟! ولماذا عادت المستوطنات فور تدمير المخيم؟”.
وتساءلت زكارنة عما إذا كان ذلك يفتح ذلك باب التساؤل المشروع بأن استهداف المخيم، والقضاء على الحالة النضالية فيه، خطوة مقصودة لتهيئة الأرض والواقع السياسي والأمني لعودة الاستيطان من جديد؟.
ورأت أن ما جرى لا يبدو حدثًا عابرًا، بل حلقة في سياق واضح: تفريغ المكان من رمزيته، وإضعاف المجتمع من مناعته، تمهيدًا لإعادة فرض الوقائع بالقوة، وكأن المخيم لم يكن فقط تجمعًا سكانيًا، بل عقبة حقيقية أمام مشروع استيطاني لم يتوقف يومًا.
وفي ديسمبر 2024، شنت السلطة الفلسطينية حملة أمنية على مجموعات المقاومة المسلحة في مخيم جنين أطلقت عليها اسم عملية “حماية وطن” استمرت عدة أسابيع وانتهت قبل ساعات من بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا واسعًا على المخيم لا يزال مستمرًا للشهر الثاني على التوالي.
الحملة التي قادها على الأرض جهاز المخابرات العامة وقوات الأمن الوطني، كانت الأكبر التي تشنها السلطة الفلسطينية على مجموعات المقاومة المسلحة، وشهدت استخدام المصفحات والقذائف الصاروخية لأول مرة، وحصار المخيم وقطع الماء والكهرباء عنه كاملا، ومنع دخول الإمدادات الغذائية.
السلطة زعمت في حينه أن الحملة تهدف إلى فرض القانون واعتقال الخارجين عليه ونزع سلاحهم، كما أكدت الأجهزة الأمنية أنها “لاحقت المسلحين ومن يقف خلفهم وأنها لن تتراجع أو تخضع لأي تسويات أو صفقات” رغم مساعٍ حثيثة قادتها جهات وفصائل وطنية منهم قادة وكوادر من حركة فتح في المخيم.
وخلال الحملة، قتل عدد من عناصر الأجهزة الأمنية، وأظهرت مقاطع مصورة من داخل المخيم، استهداف مصفحات قوات الأمن الوطني بالعبوات الناسفة، وإيقاع خسائر بشرية ومادية فيها، لكن الحملة استمرت أسابيع، في ظل دعم سياسي وإعلامي مطلق لها من قيادة السلطة، وزيارات لماجد فرج ونضال أبو دخان لغرفة عمليات الحملة ضد المخيم.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=98335





