عزوف شعبي.. 162 هيئة محلية لن تجري فيها الانتخابات و60 لم يترشح بها أحد

عزوف شعبي.. 162 هيئة محلية لن تجري فيها الانتخابات و60 لم يترشح بها أحد

الضفة الغربية – الشاهد| في خطوة جديدة تظهر حالة العزوف لدى المواطنين بشأن المشاركة في الانتخابات المحلية المجزأة والتي أقرتها حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية وستجري في 11 ديسمبر المقبل، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية أن الانتخابات لن تجري في أكثر من نصف تلك المجالس.

وقال الناطق باسم اللجنة فريد طعم الله في تصريحات إعلامية مساء اليوم الأحد: "إن 154 هيئة محلية ستجرى فيها انتخابات، بينما 162 هيئة محلية ترشحت فيها قائمة وحدة، وبالتالي لن يكون فيها انتخابات".

وأوضح طعم الله أن 60 هيئة لم تترشح فيها أي قائمة، وهو الأمر الذي ستنظر فيه حكومة اشتية سواء بتعيين مجلس أو هيئة جديدة او تمديد عمل المجلس المحلي الحالي أو السماح بإجراء الانتخابات فيها في المرحلة الثانية في شهر مارس المقبل.

عزوف شعبي

وانتهت فترة التسجيل للانتخابات خلال الأسابيع الماضية، وسط حالة من العزوف من قبل المواطنين على التسجيل وبالتالي المشاركة في تلك الانتخابات، إذ أظهر السجل الانتخابي الذي نشرته لجنة الانتخابات أن من يحق لهم المشاركة في تلك الانتخابات 700 ألف مواطن فقط.

العزوف الكبير للتسجيل جاء في ظل عدم قناعة الجمهور الفلسطيني في تلك المناطق بشعارات حركة فتح، لا سيما وأن السلطة وحكوماتها المتعاقبة همشت تلك المناطق منذ إقامة السلطة، الأمر الذي دفع بعض كوادر فتح لتهديد المواطنين بالمشاريع التي يمكن أن تحرم منها تلك المناطق إذا لم ينتخبوا حركة فتح.

وقال الكادر الفتحاوي مؤيد عيسى في تعليق له على فيسبوك الليلة الماضية "جد المشاريع من أين تأتي مش من قبل السلطة، إذن لو بدنا مصلحة البلد مثل ما بسمع كثير برددوها وجواهم ما بعملوا بيها نجعل فتح تقود المسيرة وهي قادرة على جلب كل المشاريع وتتطلعات بلدنا الحبيب".

وكانت فتح وحكومتها قد اختارت المناطق المصنفة ج انتخابياً كونها تمتلك فيها بعض الشعبية، إلا أن العزوف عن التسجيل للانتخابات أثار صدمتها، ناهيك رغم ضمانها الاستيلاء على غالبية المجالس القروية في منطقة ج بالتزكية.

خلافات داخلية طاحنة

وكشفت مصادر لـ"الشاهد" في وقت سابق أن حركة فتح وبسبب الخلافات الداخلية الطاحنة لم تتمكن من التقدم بأي قائمة انتخابية في قرى محافظتي قلقيلية وأريحا، فيما تركت الحركة 60 هيئة محلية دون ترشيح أي قائمة.

وبرر أمين سر فتح في مدينة أريحا نائل أبو العسل خلال تصريحات صحفية بعدم التقدم بأي قائمة في المحافظة بالقول: "إن مشاركة حركة فتح في الانتخابات المحلية هو خيار خاطئ".

وأضاف أبو العسل: "نحن حركة تحرر ومقاومة للاحتلال، ولسنا حركة خدمات للماء وحل مشكلة عامود كهرباء، ولذلك لن تترشح أي قائمة لفتح بمحافظة أريحا".

تهميش وغياب الخدمات

وتعاني عشرات البلديات التي سيطرت عليها فتح لأكثر من عقدين من الزمان، الافتقار لعديد من الخدمات التي يفترض أن تقدمها، حيث تعاني بعض المدن والقرى من انقطاع التيار الكهربائي ونقص الماء وانعدام البنية التحتية وتراكم القمامة.

ويشتكي المواطنون في عدة مناطق في الضفة الغربية من حالة التهميش والافتقار للحد الأدنى من الخدمات التي من المفترض أن تقدمها البلديات لهم.

ورغم أن فتح حاولت بعناية اختيار مناطق المرحلة الأولى من الانتخابات المجزأة لتحظى بالفوز بها، إلا أن القوائم التي ترشحت وأظهرت عدم تمكنها من تشكيل قوائم لها في أكثر من 40 بالمائة من الهيئات المحلية التي من المقرر أن تجري فيها الانتخابات، وذلك بسبب عمق الأزمة التي تعيشها فتح.

إغلاق