حين يصبح المال غطاءً للانحدار

رام الله – الشاهد| كتب إياد حمد: صرّح السفير الأمريكي لدى إسرائيل، المدعو هاكابي، ردًا على قرار فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قائلاً بسخرية: “أعطوهم باريس ليقيموا عليها دولتهم!”.
وبعد أقل من أربعٍ وعشرين ساعة، جاء الردّ من رام الله، لا من جهة رسمية أو شعبية تردّ على هذا الاستخفاف الوقح، بل من خلال اجتماع جمع السفير نفسه مع مجموعة من “رجال الأعمال” الذين يدّعون الانتماء الفلسطيني. مع العلم أن بعضهم ليسوا فلسطينيين فعلاً، بل أدوات لمصالح خارجية يعملون لمؤسسات أجنبية ويتقدمون بأجندات لا تمت لفلسطين ولا لقضيتها بصلة.
لقد باتت بعض الوجوه – التي تتحرك تحت عباءة “القطاع الخاص الفلسطيني” – تسعى لتبييض وجه الاحتلال وتوفير غطاء اجتماعي لأعداء الشعب الفلسطيني، مقابل مكاسب فردية ضيقة. هؤلاء لا يمثلون فلسطين، ولا يستحقون شرف الحديث باسمها.
إن الردّ الأدنى – والأضعف حتى – على تصريح عنصري ومهين كهذا، هو أن يرفض اللقاء ويُقال بوضوح: “نأسف، لا يمكننا الاجتماع لأسباب أخلاقية ووطنية”. أما أن يجلس البعض معه لمناقشة “الوضع الاقتصادي” في ظل حرب إبادة وتجويع وتدمير ومع شخصيه تجسد العنصريه المقيته، فهذه ليست سوى وصمة عار على جبين الإنسانية.
أي اقتصاد وأي تنمية تُبحث تحت وقع المجازر؟ وممن يبررون قتل الشعب بعنصريه مقيته وأي مستقبل يُبنى بالتقاط صور تذكارية مع من يشرعن القتل ويدافع عن الاحتلال؟.
إن ما حدث لا يمكن تبريره أو تمريره. فالتطبيع الاقتصادي تحت الاحتلال ومع سفراء العنصرية، ليس انفتاحًا ولا براعة تفاوضية، بل انحدار فكري ووطني وأخلاقي، وانهيار في ابسط معاني الوعي الوطني.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=91769





