“الشرعية الدولية” والانتخابات الفلسطينية
رام الله – الشاهد| كتب د. عبد السلام معلا: المقصود بالشرعية الدولية الإطار القانوني الذي يحكم طبيعة العلاقات بين الدول في النظام السياسي الدولي، الذي نشأ بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وهذا النظام هو الذي أنشأ الكيان اليهودي على أرض فلسطين، ومنحه اعترافا وشرعية.
“الشرعية الدولية” هي التي حولت اسم أرضنا المباركة من فلسطين إلى “إسرائيل”، وتجعل العمل على استعادة الاسم والأرض عملا غير مشروع.
“الشرعية الدولية” هي التي لا تعترف بنا كأمة، ولا ببلادنا إلا بوصفها مقسمة ومجزأة إلى بضع وعشرين أو بضع وخمسين بلدا.
“الشرعية الدولية” هي التي تعتبر العرب والمسلمين صفرا في معادلة السياسة الدولية، وأنه لا قيمة لهم في ميزان القوى العالمي، وتعتبر العمل بخلاف ذلك غير مقبول، وليس له شرعية.
“الشرعية الدولية” تكتسب مشروعيتها من القوة التي يمتلكها رأس النظام السياسي الدولي “المتصهين” وليس تبعا لمراعاتها حقوق ومصالح كل الأطراف الدولية.
“الشرعية الدولية” هي التي فعلت المستحيل وأصدرت مؤسساتها “هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي” مئات القرارات لتثبيت وجود الاحتلال على أرض فلسطين واستدامة بقائه.
منطق “الشرعية الدولية” يعني أن النكبة الفلسطينية هي حرب تحرير يهودية، وقبول الفلسطيني بالشرعية الدولية يعني قبول رواية الاحتلال للصراع على حساب الرواية والحق الفلسطيني، وبالتالي فإن ما جرى لشعبنا عام 1948 يعني حرب تحرير يهودية مشروعة ضد الاحتلال الفلسطيني.
“الشرعية الدولية” هي التي تشرعن اليوم حرب الإبادة غير المسبوقة المفروضة على أهلنا في قطاع غززة.
“الشرعية الدولية” هي التي تعتبر جرائم الكيان التي يندى لها جبين الإنسانية ضد شعبنا الأعزل، حقا مشروعا، ودفاعا عن النفس، أما دفاع الفلسطيني عن وجوده فهو إرهاب.
“الشرعية الدولية” تعني أن جيش الاحتلال مقاتل حرية، وأن المقااوم الفلسطيني إرهابي همجي.
“الشرعية الدولية” هي التعبير القانوني والسياسي والدبلوماسي عن “عصر الصهيونية” الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية ولا يزال.
القبول بالشرعية الدولية يعني قبول الأسس والقواعد التي يتأسس عليها النظام السياسي العالمي، وهذا يعني بالضرورة القبول بتبعية العرب والمسلمين لهذا النظام، ورفض مساعيهم لتحسين شروط موقعهم فيه، وعلاقاتهم به.
الاعتراف بالشرعية الدولية بإطلاق يعني البصق على نضالات شعبنا منذ 108 أعوام… وتجريم كل رافض للاحتلال، والتنكب لكل آلام شعبنا وتضحياته بدءا بالنكبة، ومرورا بالنكسة، وليس انتهاء بما يجري في قطاع غززة اليوم.
“الشرعية الدولية” تعني من المنظور السياسي، وطبقا لواقع الحال انعكاسا “لسيادة الصهيونية عالميا”، وبالتالي فإن الإعلان عن انتخابات فلسطينية، تشترط على من يرغب بخوضها، الاعتراف بالشرعية الدولية يعني دعوة صريحة للقوى الفلسطينية لدخول نادي “التصهين”، والقبول بمبدأ عدم مواجهة المشروع الصهيوني (المنتصر).
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=92037