الاعتراف بالدولة في ظل قانون ضم الضفة واحتلال غزة
رام الله – الشاهد| كتب حمدي فراج: قال لي محدثي و قد بدى عليه القلق واضحا ، انه في حالة ذهول عما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية، وخاصة أعمال الاستيطان و مصادرات الأرض و هجمات المستوطنين محمية بالجيش و رجال الأمن، سألته : أين يأتي هذا مع ما تقوم به إسرائيل في غزة .
إسرائيل على مدار سنتين تقريبا ، لم تبق على أمر شر لم تتخذه في غزة ، من قتل و تدمير و تنزيح و تجويع ، حتى كأنا بالشجر يئن ، و بالحجر يصرخ ، و بالمنزل يستجير ، و بالخيمة تنزف – نذكر أطفال الطبيبة آلاء النجار التسعة الذين قتلوا في ضربة / لحظة واحدة – ، و بأنك ، بغض النظر عن اللغة التي تنطقها ، تكاد اذا ما أصغيت ، تسمع كلمة واحدة من كل مكونات غزة ، كلمة “كفى” .
ومن الواضح جدا ان صدى الكلمة ، تردد لدى جميع شعوب الأرض تقريبا ، فجاءت موجة الاعترافات بالدولة الفلسطينية ، من دول لطالما رفضت بعناد و كبرياء و صلف مثل هذا الاعتراف . هل أثّر هذا الإعلان على الشعب الفلسطيني ، و خصوصا المعذبين في غزة ؟ نعم ، و بكل تأكيد ، فقد كان لسان حالهم ، جملة مقتضبة ؛ لم يضيّع الله تعبنا و دمنا و جوعنا و نزوحنا و ألمنا ، هدرا ، لقد عوّض عذابنا خيرا .
لكن، سرعان ، ما تفتقت ذهنية الاحتلال في شخص نتنياهو ، والوزيرين اللذان يثير ذكر اسميهما الكثير من الاشمئزاز و التحفظ ، بأن الخطوة القادمة تأتي في احتلال غزة ، و كأن غزة حرة مستقلة ، و كأنهم لا يعرّضونها منذ سنتين لما يندى له جبين الانسان ، حتى في عصور الظلام ، و كأن غزة لم تكن محاصرة على مدار عشرين سنة . فيسأل الغزي نفسه ، كيف سيعترفون بدولة مستقلة بالتزامن مع احتلال غزة ، أليست غزة جزءا من هذه الدولة ، فيسأل الضفاوي نفسه ، هل الدولة المستقلة ، التي بدون حماس ، و بدون غزة ، و بدون القدس المضمومة ، و كيف ستكون دولة و هي المرصعة بكل هذه المستوطنات القديمة و الحديثة .
قلت لمحدثي: ألا تخشى على الضفة ان يصيبها ما أصاب غزة ؟ لم يجبني ، لكني تداركته : أليست الضفة محتلة كما هي غزة ، و ان الجيش الإسرائيلي و سوائب مستوطنيه يجوبونها بالاقتحامات و القتل و الاعتقالات و الهدم و المصادرات من قبل حتى السابع من أكتوبر ، و أن السلطة الوطنية عاجزة عن حمايتها كما نصت عليها اتفاقية أوسلو . ألم تقر الكنيست قبل أسبوعين بالقراءة الأولى قرارا بضمها ؟ قال : بلى ، فقلت له ما لا يعرفه و ما لا يريد السلاميون معرفته ان اتفاقية أوسلو التي لم تقل بأكثر من حكم ذاتي للضفة و معها غزة ، تعني قانونيا ان الفلسطيني يمشي على هذه الأرض نصف متر فوقها ، بمعنى انها ليست له .
وبالتالي ، بقدر ما هو الضم و الاحتلال و التطهير عملي وواقعي ، فإن الاعتراف بالدولة نظري و ورقي.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=92216