قيادة السلطة.. فاسدة ومترهلة ومستبدة وتتاجر بشرعية منظمة التحرير

رام الله – الشاهد|قال الكاتب والمحلل السياسي ماجد عزام إن مصير السلطة الفلسطينية بات على المحك، منذ انهيار عملية التسوية وفق مسار مدريد/أوسلو، مع تخبط قيادتها في بلورة خيارات بديلة.
وأوضح عزام في مقال أن السلطة تطرقت بخجل شديد إلى خيار المقاومة الشعبية، دون تبنيه رسميًا أو جعله جزءًا من رؤية وطنية شاملة تتضمن أدوات أخرى، دبلوماسية وسياسية وقضائية.
وأشار إلى أن السلطة تحولت، مع مرور الوقت، إلى كيان إداري محلي بلا سلطة فعلية، يقتصر دوره على إدارة الحياة اليومية للفلسطينيين، وتخفيف الأعباء السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية عن الاحتلال.
واعتبر عزام أن إسرائيل “أكلت الكعكة وباعتها للعالم”، في إشارة إلى نقضها اتفاقية أوسلو رغم علاتها، وفرض سيطرتها التامة على الأراضي الفلسطينية كافة، دون أن تتحمل الكلفة المترتبة على ذلك.
وأوضح أن الاحتلال استغل حالة الجمود السياسي على مدى عقدين تقريبًا، لفرض وقائع متتالية على الأرض، بغطاء مصطلحات مثل “إدارة الصراع” و”السلام الاقتصادي”.
وأكد أن هذه السياسة سرعت وتيرة الاستيطان، وعمليات التهويد والضمّ، إلى جانب تكريس السلطة كأمر واقع، لا تتعدى كونها إدارة حكم ذاتي ناقص، أو حتى “دولة ماينس”، كما وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سابقًا.
ولفت عزام إلى أن السلطة بدت خلال السنوات الأخيرة لاعبًا هامشيًا، سواء في سياق الحرب على غزة خلال العامين الماضيين، أو حتى التطورات الجارية في الضفة الغربية.
وانتقد عزام تهميش السلطة الفلسطينية لمنظمة التحرير ومؤسساتها التاريخية، التي جاءت نتاجًا لتضحيات نضالية امتدت على مدى عقود.
وقال إن قيادة السلطة الفلسطينية اختزلت بالضفة الغربية، بينما تم استغلال اسم المنظمة لادعاء شرعية تمثيل الفلسطينيين في الشتات، رغم التخلي العملي عنهم وتركهم لمصيرهم.
وأكد عزام أن كل ما سبق يزيد من الحاجة لنقاش شامل، للإجابة عن مجموعة أسئلة جوهرية، وعلى رأسها: هل لا تزال السلطة ضرورة وطنية؟ وهل تمثّل جسرًا نحو إقامة الدولة وتقرير المصير؟.
كما تساءل عن طبيعة العلاقة مع منظمة التحرير، التي يفترض أن تكون المرجعية العليا لكل الفلسطينيين، سواء داخل الأراضي المحتلة أو في الشتات.
وشدد أيضًا على أهمية المعطى الديمقراطي، مؤكدًا أن قيادة السلطة الحالية تعاني من الشيخوخة والترهل والاستبداد والفساد، ولا تحظى بالثقة أو المصداقية أو الكفاءة.
وختم إن هذه القيادة، وبهذا الوضع، لا تملك القدرة على الدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومصالحهم، حتى لو توفرت لديها الإرادة لذلك.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=94831