السلطة بين ترويج العجز ومزاعم السيادة الوهمية.. لمصلحة من؟

رام الله – الشاهد| في الفترة الأخيرة، بات واضحًا للعيان أن السلطة الفلسطينية تروج لخطاب جديد عنوانه: “ما عنا سلاح، ما بنقدر نواجه الاحتلال، لازم نفوت الفرص عشان نحافظ على مؤسساتنا”.
هذا الحديث الاستسلامي يسمع حتى من رئيس السلطة محمود عباس، وقادة كمثل حسين الشيخ وناطقين كأنور رجب ومنير الجاغوب، وتعيد تكراره صفحاتهم الإعلامية وذبابهم الالكتروني.
ويُصاغ هذا الخطاب بطريقة تهدف لترسيخ قناعة لدى الشارع أن المقاومة مخاطرة عبثية وأن “الواقعية السياسية” تعني فقط تجنب المواجهة بأي ثمن حتى لو كان الكرامة والحقوق.
لكن الملفت أنهم بذات الوقت يقدمون السلطة كأنها قوية جدًا في الشارع ويصورنها تحمي الناس وتفرض الأمن وتقود المشروع الوطني وتدير الضفة وكأن عندها سيادة.
ويحاولون إظهار أن السلطة التي “لا تملك سلاحًا” أمام الاحتلال تتحول إلى قوة ضاربة حين يتعلق الأمر بقضايا داخلية أو ملاحقة العمل المقاوم.
هذا التناقض ليس سهوًا، بل سياسة متعمدة تهدف إلى أمرين وهما أولًا إخافة الناس من أي فعل مقاوم وإقناعهم بعبثيته، وثانيًا ترسيخ وهم “السيادة” الوظيفية، بحيث تبدو السلطة وكأنها الكيان الوحيد القادر على حفظ الأمن وتنظيم الحياة.
لكن الحقيقة على الأرض مغايرة تمامًا، فمجموعات المستوطنين تهاجم القرى وجيش الاحتلال يقتحم المدن متى شاء والناس تترك وحدها.
بينما “أمن المواطن” التي تتحدث عنه السلطة يختفي عند أول حاجز أو هجوم مستوطن.
ووفق مراقبون فإن السلطة تحاول تضخيم القضايا الاجتماعية وتستعمل حاجة الناس للحياة والمعيشة حتى تبرر تطبيعهم مع الواقع الجديد في الضفة.
وفي المقابل، تحاصر أي فعل مقاوم وتشيطنه وتربطه بالفوضى والخسارة.
ويرى هؤلاء أن السلطة الفلسطينية اليوم تروج للخوف بدلًا من زرع الأمل وللصمت بدلا من المواجهة، وتحاول تبقى في مكانها حتى لو على حساب القضية والناس.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=98867





