أنس عبد الفتاح.. شهيد من نابلس قتلته السلطة مرتين

أنس عبد الفتاح.. شهيد من نابلس قتلته السلطة مرتين

نابلس- الشاهد| “قلبي وربي رضيانين عليك”.. بهذه العبارة الموجعة التي اختزلت وجع 3 سنوات من المعاناة، ودعت والدة أنس عبد الفتاح ابنها الشاب الذي رحل متأثرًا بجراحه التي أصيب بها برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

ففي صباح يوم الجمعة، لفظ أنس أنفاسه الأخيرة عقب معركة طويلة مع الألم ومصارعة تبعات إصابة خطيرة خلال مشاركته بمسيرة سلمية بمدينة نابلس في سبتمبر 2022.

أنس الذي يعرف بين أهله وأصدقاءه بالهدوء والعزيمة كان بين محتجين خرجوا رفضًا لاعتقال المطارد مصعب اشتية، عندما أطلقت أجهزة أمن السلطة النار عليه مباشرة.

اخترقت رصاصتين جسده إحداهما وصلت الكبد والكلى والحبل الشوكي وتسببت بشلل نصفي كامل.

بينما أصابت الأخرى يده ما أبقاه مقعدًا على كرسي متحرك منذ تلك اللحظة.

من هو أنس عبد الفتاح؟

منذ الإصابة، بدأ أنس رحلة علاج طويلة ومؤلمة بين مشافي الضفة وخارجها وخضع لأكثر من 24 عملية جراحية في محاولات متكررة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

لكن ظل يعتمد على المسكنات الثقيلة وتفاقمت حالته مع مرور الوقت، حتى تعرض لجلطة رئوية حادة أدخلته للعناية المكثفة، حيث أعلن استشهاده بعد تدهور حاد بوضعه الصحي.

أحباؤه وأقاربه يروون أنس كـ”شاب طيب وهادئ القلب”، كان يضحي براحته من أجل من حوله.

من قتل أنس عبد الفتاح؟

عمل ناشطًا في العمل الوطني والخيري، واعتكف في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان قبل أن تغيبه الإصابة عن تفاصيل حياته اليومية.

خلال سنوات معاناته، ظل أنس يرفع صوته ويناشد السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها تجاهه، معتبرًا أن ما لحق به نتاج تعاطٍ مؤسسي ناقص مع إصابته وعلاجه.

وفي أكثر من منشور، عبر عن ألمه وحقوقه بنفس مؤثر، لكنه ظل يكرر أنه لا يطلب شيئًا سوى فرصة للعيش والعلاج الكامل.

الصورة التي بقيت في ذهن الكثيرين عنه، ليست صورة الجريح فقط إنما صورة والدته وهي تلازمه، تردد بعبارة مؤثرة قبل أيام: “قلبي وربي رضيانين عليك”، وهي الكلمات التي خرجت من قلب أم تريد أن ترى ابنها في راحة وسلام حتى النهاية.

أنس عبد الفتاح ويكيبيديا

شهادة أنس أعادت فتح ملف حاد في حول كيفية تعامل أجهزة أمن السلطة مع ضحاياها ومدى توفر الدعم لمن يصاب في سياق احتجاجات أو نشاطات عادية.

نشطاء حقوقيون يرون أن قصة أنس يجب أن تكون منطلقًا لإصلاح منظومة الاعتراف بالجرحى والتكفل بهم، بدلًا من تركهم مواجهة وحدهم تبعات إصاباتهم الطويلة والمعقدة.

إغلاق