خبير اسرائيلي: عباس ضعيف والسلطة تعيش مأزقا سياسيا وماليا مضاعفا

خبير اسرائيلي: عباس ضعيف والسلطة تعيش مأزقا سياسيا وماليا مضاعفا

رام الله – الشاهد| توقع خبير إسرائيلي أن تزداد خطورة الوضع المتردي الذي وصلت إليه السلطة الفلسطينية، بعد ضعف مكانة رئيسها محمود عباس.

 

وذكر الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، آفي يسسخروف، في مقال نشر بـ"معاريف" العبرية، إن هناك حديثا متواصلا حاليا حول استقرار السلطة الفلسطينية، ويشير الكثير من الخبراء والمحللين إلى ضعف دراماتيكي في مكانة عباس بين الجمهور؛ خاصة بعد قتل "خاشقجي فلسطين"، المعارض نزار بنات من الخليل على يد عناصر أمن السلطة.

 

وأشار إلى أنه بعد قتل بنات "تجري منذ ذلك الحين مظاهرات واحتجاجات ضد عباس"، لافتا الى أنه مع هذا الأمر، تعاني السلطة من وضع اقتصادي صعب ومتفاقم، يجعلها "تقف على شفا الانهيار".

 

وأوضح يسسخروف، أن حركة فتح وأجهزة أمن السلطة تواصل السيطرة على الوضع، حتى وإن كان جزئيا، كما أن الوضع الاقتصادي والسياسي للسلطة تمر بأزمة تتشكل من عدة عناصر؛ مثل ضعف جباية الضرائب بسبب كورونا، وتوقف المساعدات العربية وخاصة من الخليج، وأيضا توقف الدعم الأوروبي للميزانية وللبنى التحتية.

 

وأشار الى أن دَين السلطة للبنوك بلغ نحو 2.3 مليار دولار، وهو مبلغ طائل في معايير فلسطينية، كما أبلغت البنوك السلطة بأنه ليس في نيتها تقديم المزيد من القروض لها لدفع رواتب موظفيها".

 

وقال إن معنى الدين، إضافة للعجز المالي المتفاقم، أنه في بداية آب/ أغسطس 2022، ستكون تشويشات في دفع رواتب الموظفين وأعضاء أجهزة الأمن؛ أولئك الذين يضمنون بقاء السلطة، بما في ذلك في أزمة نزار بنات وقمع المتظاهرين.

 

وبخصوص المستوى السياسي، ذكر الخبير أن السلطة تعاني من أزمة، بعد إلغاء الانتخابات ومقتل بنات، لافتا الى أنه لو أجريت انتخابات لفازت حماس، إضافة لنتائج المعركة الأخيرة في غزة، التي فسرها الكثيرون في الضفة كانتصار لحماس.

 

مأزق عباس

ورأى الخبير انه لحسن حظ عباس ورفاقه، أنه لا توجد انتخابات في الأفق، وكل إمكانية للمصالحة مع حماس تبدو بعيدة مثلما كانت دوما، وهذا نزاع غير قابل للحل، وفي أفضل الأحوال إدارته بشكل محدود الضمان.

 

ونقل يسسخروف عن "زميل فلسطيني" وفق تعبيره قوله: "عباس يعتبر خيارا سيئا، لكنه أقل سوءا مقارنة بالإمكانيات الأخرى".

 

ورأى أن "الأنباء الطيبة أكثر من ناحية السلطة وفتح، هي تغيير النهج في الجانب الأمريكي في أعقاب تغيير الإدارة، وكذا في الجانب الإسرائيلي مع تشكيل حكومة بينيت-لبيد"، منوها إلى أنه "لا يوجد اتصال بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت وعباس، ولكن هذا الأخير يتصل مع وزير الأمن بيني غانتس، والرئيس إسحق هرتسوغ وآخرين، بل هذا الأسبوع التقى وزراء "ميرتس" مع وزرائهم الفلسطينيين".

 

وذكر أن "الجانب الفلسطيني الرسمي يدرك أن إسرائيل تريد الحفاظ على استقرار السلطة ومكانة عباس، رغم خصم أموال الضرائب رواتب الأسرى وعائلات الشهداء التي يجبيها الاحتلال من الفلسطينيين لصالح السلطة.

 

وتابع: "أولئك الذين تحدثت معهم، طرحوا مع ذلك موضوعا واحدا يخلق قلقا كبيرا في فتح؛ وهو إمكانية أن تتوصل إسرائيل وحماس بواسطة مصر لصفقة شاملة لتحسين الوضع الاقتصادي في غزة مقابل الهدوء، وفي إطار هذه التفاهمات، تتم أيضا صفقة لتحرير أسرى فلسطينيين مقابل جنودنا الأسرى".

 

وأكد يسسخروف، أنه "في حال خرجت هذه الصفقة لحيز التنفيذ، ستمنح تعزيزا كبيرا لتأييد حماس في غزة والضفة، كما ستتسبب بالكثير جدا من اضطراب مكانة السلطة".

 

محاولات لإنقاذ السلطة

وكانت القناة 20 العبرية، قالت في وقت سابق، إن واشنطن تبذل جهودا جبارة بالاشتراك مع سلطات الاحتلال لإنقاذ السلطة من الانهيار بسبب الأزمة الحادة التي تمر بها سواء على صعيد الأزمة الاقتصادية، أو الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عقب جريمة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات على أيدي أجهزة السلطة.

وأوضح مراسل القناة 20 للشؤون العربية باروخ يديد، في تقرير نشره عبر القناة، أن ما يزيد من حالة القلق في الأوساط الأمريكية والإسرائيلية هو الزيادة الكبيرة في شعبية حماس وتراجع مكانة السلطة وتفكك فتح وقد تجلى ذلك خلال استطلاعات الراي التي أجريت اثناء الحديث عن الانتخابات في مناطق السلطة الفلسطينية.

 

وأكد وجود اتصالات يومية مكثفة بين وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ مع المسئولين الأمريكيين وسعيه لإحياء المفاوضات وعقد مؤتمر قمة ثلاثية بين "إسرائيل" والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، ومطالبته "إسرائيل" تجاوز مراحل أوسلو والدخول فور في مفاوضات الحل النهائي.

 

وذكر أن تصريحات حسين الشيخ الأخيرة بشأن المفاوضات، تأتي لتعزيز مكانة السلطة لتحقيق المصالح المشتركة الأمنية والاقتصادية بينها وبين "إسرائيل"؛ وهو ما يقوم به وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيسوي فريج على مدار الأسبوعين الماضيين.

إغلاق