طائرتان مروحيتان تهبطان في مقر المقاطعة.. من تحملان؟

طائرتان مروحيتان تهبطان في مقر المقاطعة.. من تحملان؟

الضفة الغربية – الشاهد| هبطت طائرتان مروحيتان بشكل متلاحق في مقر المقاطعة برام الله مساء اليوم الأربعاء، وتحملان على متنهما مسؤولان غربيان كبيران هما، مدير المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس جهاز المخابرات البريطاني ريتشارد مور.

المسؤولان الغربيان عقدا مساء اليوم اجتماعات مع رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس ورئيس جهاز مخابراته ماجد فرج، بهدف دعم السلطة في ظل حالة الرفض الشعبي لها وتقديم مساعدات مالية لها لمنع انهيارها.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن زيارتي بيرنز وريتشارد تشيران إلى "الجهود الكبيرة التي تبذلها الولايات المتحدة وبريطانيا لتجديد وتعزيز العلاقات مع السلطة الفلسطينية وقيادتها برئاسة محمود عباس".

ورجحت التقديرات أن "مظلة الدعم الغربية قد تشمل كلا من رئيس المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، ورئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ".

دعم أمريكي وبريطاني للسلطة

وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إشراك كل من فرج والشيخ في الاجتماعات مع مدير الـ CIA ورئيس الـ IM6، يؤكد على الدعم الأميركي والبريطاني لمسؤولي السلطة "في ظل الضعف الداخلي الذي تعاني منه بسبب الاتهامات الموجهة لها في قضية مقتل الناشط الفلسطيني المعارض نزار بنات".

فيما قال مسؤول فلسطيني لصحيفة "جيروساليم بوست" يوم أمس، إن زيارة بيرنز تظهر أن إدارة بايدن جادة في إعادة علاقات واشنطن مع الفلسطينيين وتعزيز القيادة الفلسطينية في عهد الرئيس محمود عباس".

وأضاف المسؤول للصحيفة: "سياسة إدارة بايدن تجاه الفلسطينيين جيدة جدًا، والمتوقع أن يجتمع بيرنز في رام الله مع عباس ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج"، حيث "ينظر العديد من الفلسطينيين ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، على أنهما الحاكم الفعلي للسلطة الفلسطينية، ويقال إن الاثنين لهما تأثير كبير على عباس".

وقال المسؤول للصحيفة، إن السلطة الفلسطينية "راضية جدا" عن سياسة إدارة بايدن تجاه السلطة المتمثلة بـ"تعزيزها وتقويتها".

وأضاف: "السلطة الفلسطينية تواجه أزمة مالية حادة ونحن بحاجة إلى مساعدات عاجلة، والفشل في دعم السلطة الفلسطينية يعني وصول حماس إلى الحكم".

محاولات منع الانهيار

هذا وقالت القناة 20 العبرية، إن واشنطن تبذل جهودا جبارة بالاشتراك مع سلطات الاحتلال لإنقاذ السلطة من الانهيار بسبب الأزمة الحادة التي تمر بها سواء على صعيد الأزمة الاقتصادية، أو الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عقب جريمة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات على أيدي أجهزة السلطة.

وأوضح مراسل القناة 20 للشؤون العربية باروخ يديد، في تقرير نشره عبر القناة، أن ما يزيد من حالة القلق في الأوساط الأمريكية والإسرائيلية هو الزيادة الكبيرة في شعبية حماس وتراجع مكانة السلطة وتفكك فتح وقد تجلى ذلك خلال استطلاعات الراي التي أجريت اثناء الحديث عن الانتخابات في مناطق السلطة الفلسطينية

وأكد وجود اتصالات يومية مكثفة بين وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ مع المسئولين الأمريكيين وسعيه لإحياء المفاوضات وعقد مؤتمر قمة ثلاثية بين "إسرائيل" والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، ومطالبته "إسرائيل" تجاوز مراحل أوسلو والدخول فور في مفاوضات الحل النهائي.

وذكر أن تصريحات حسين الشيخ الأخيرة بشأن المفاوضات، تأتي لتعزيز مكانة السلطة لتحقيق المصالح المشتركة الأمنية والاقتصادية بينها وبين "إسرائيل"؛ وهو ما يقوم به وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيسوي فريج على مدار الأسبوعين الماضيين.

حماية لأمن الاحتلال

وسبق أن ذكر وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، أن مداولات ونقاشات تجري مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لبحث سبل تعزيز وتقوية السلطة الفلسطينية.

وكتب "غانتس" في تغريدة له عبر موقع تويتر قائلاً: "التقيت مع القائم بأعمال السفير الأمريكي في إسرائيل، مايكل راتني، وناقشنا أهمية المبادرات الاقتصادية والاجتماعية لتقوية السلطة الفلسطينية، وكذلك إجراءات بناء الثقة لصالح أمن المنطقة".

وأضاف غانتس: "في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة، فإن الرابطة التي لا تتزعزع بين الولايات المتحدة وإسرائيل أمر حيوي، سنواصل العمل معًا لمواجهة التحديات المحلية والإقليمية".

اتصالات مفاجئة

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن اتصالات أمريكية – إسرائيلية بالسلطة لدعم الأخيرة مالياً خشية انهيارها.

وقالت الصحيفة الجمعة الماضية، إن اتصالات غير مباشرة ومفاجئة إلى حد ما جرت في الأسابيع الأخيرة بين الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة والسلطة لإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني.

وأوضحت أن الوضع الاقتصادي اليائس للسلطة الفلسطينية يثير قلق الأمريكيين والإسرائيليين، بسبب تراجع عائدات السلطة الفلسطينية من الضرائب والمساعدات الخارجية، وعجزها المتزايد، حتى البنوك الفلسطينية تخشى إقراضها المزيد من الأموال.

وكشفت الصحيفة أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، ناقش في الآونة الأخيرة سبل ضمان بقاء قيادة السلطة الفلسطينية، ودعم اقتصادها.

وفي سياق متصل، ستبث حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد المقبل باقتراح لزيادة 15 ألف تصريح عمل لعمال فلسطينيين في مجال البناء وهو اقتراح بادر إليه وزير "التعاون الاقليمي" الإسرائيلي عيساوي فريج ووزير الاستيطان زئيف الكين.

إغلاق