صحيفة أمريكية شهيرة: السلطة تحارب شعبها في صراع من أجل البقاء

صحيفة أمريكية شهيرة: السلطة تحارب شعبها في صراع من أجل البقاء

نابلس – الشاهد| قالت صحيفة “وول ستريت جورنا” الأمريكية يوم الأربعاء، إن السلطة الفلسطينية تحارب شعبها في صراع من أجل البقاء.

وذكرت الصحيفة في تقرير أن أجهزة السلطة حاولت الأسبوع الماضي، إزالة الحواجز التي تمنع الجنود الإسرائيليين من دخول مخيم للاجئين في طولكرم، ما أغضب السكان وانتهت معركة بالأسلحة النارية مع المسلحين.

وأشارت إلى أنه انتهت بمقتل شاب 25عامًا بالرصاص؛ ما زاد من الشعور بالاستياء بين الفلسطينيين العاديين الذين يرون “حكومتهم غير كفؤة وفاسدة، والتي يقول البعض إنها متعاونة مع إسرائيل”.

ونقلت الصحيفة في تقريرها شهادة “محمد” الذي شاهد الشجار يندلع من متجر الفلافل الذي يملكه: “بعد ذلك، تحطم كل شيء، ليس لدينا ثقة بهم”.

وبين أن المواجهات كتلك التي وقعت في طولكرم أصبحت أكثر شيوعا مع محاولة السلطة الفلسطينية إعادة تأكيد قبضتها ومنع منافسيها من الجماعات المسلحة من اكتساب النفوذ.

حكومة فاسدة

وأوضحت أنه “تم إضعاف السلطة بشكل خطير بـ2022 وسط تدفق الأسلحة غير القانونية والغضب من التوغلات الإسرائيلية شبه اليومية التي جعلت عام 2023 واحدًا من أكثر الأعوام دموية للفلسطينيين منذ ما يقرب من عقدين”.

ومؤخرًا، واصلت السلطة الفلسطينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي حملة قمع عنيفة في بعض الأحيان ضد المقاومين واعتقلت المئات من المنافسين السياسيين، كجزء من جهود “حياة أو موت” للحفاظ على سيطرتها على الضفة.

ونقل التقرير ما قالته ديانا بطو، المحامية والمفاوضة الفلسطينية السابقة مع “إسرائيل”: “إنها اللحظات الأخيرة لهم… لقد بدأوا يشعرون أن النهاية قريبة”.

ووفقا للتقرير، تؤدي حوادث مثل التصعيد الأخير في طولكرم إلى إثارة التوتر بين السلطة والسكان الذين يرون أنها تعمل مع إسرائيل لقمع مقاومة الاحتلال.

فيما ذكر فيصل سلامة المسؤول في مخيم طولكرم للاجئين: “نحن ندعم قيام السلطة بدورها بحفظ القانون والنظام… لكن في الوقت نفسه، تزايدت الغارات الإسرائيلية؛ مما يضع السلطة الفلسطينية في موقف تبدو فيه وكأنها خائنة”.

وبين التقرير أن المسلحين في طولكرم الذين قاتلوا أجهزة السلطة الأسبوع الماضي يطلقون على أنفسهم اسم “لواء طولكرم”.

ونبه إلى أنه يتألف من مقاتلين من فصائل مختلفة، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي وفتح، وهو الفصيل السياسي الذي يسيطر على السلطة الفلسطينية.

التنسيق الأمني

وأوضح عضو في لواء طولكرم (24عامًا): “حاولوا اعتقالنا عدة مرات.. ما يريدونه هو إنهاء هذه الحركة الوطنية للمقاومة المسلحة دون تقديم وسيلة لحماية شعبنا”.

بينما قال كمال أبو الرب، القائم بأعمال محافظ جنين المعين من قبل السلطة الفلسطينية، إن “القوات الإسرائيلية وغاراتها هي المشكلة”.

وفي يوليو/تموز، نفذت “إسرائيل” عملية استمرت يومين في مخيم جنين للاجئين، وكان هذا أكبر هجوم عسكري لها في الضفة الغربية منذ عقود.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل مسلحين مسؤولين عن أكثر من 50 هجوم إطلاق نار ضد إسرائيليين، وصادر آلاف الأسلحة بما في ذلك البنادق والذخيرة والعبوات الناسفة.

وقُتل ما لا يقل عن 12 فلسطينيًا، وأصيب 100 آخرون ونزح الآلاف بعد الأضرار الواسعة التي لحقت بالمخيم.

وأشار أبو الرب إلى أن هذا ما يحرج السلطة الفلسطينية ويضعها في موقف ضعيف.

وحذر مسؤولون أمريكيون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار، ما قد يدفع المنطقة إلى حرب إذا لم تفعل إسرائيل المزيد لتعزيز مكانتها”.

فيما قال سهيل سلمان، نائب رئيس بلدية طولكرم السابق، إن جهود السلطة لتأكيد سلطتها تضيف المزيد من المعاناة للسكان الذين يعانون بالفعل تحت الاحتلال.

وأضاف: “تعتقد السلطة أنها إذا أوقفت غارات الجيش الإسرائيلي وعمليات القتل، فسيكون ذلك نجاحا”.

لكن -والحديث لسلمان- النتيجة النهائية بالنسبة للمواطن العادي هي أن السلطة تفعل الشيء نفسه الآن بالإضافة إلى إسرائيل”.

إغلاق