عربدة شبيبة فتح بالجامعات تنذر بالقضاء على العملية التعليمية

عربدة شبيبة فتح بالجامعات تنذر بالقضاء على العملية التعليمية

الضفة الغربية-الشاهد| تكررت ممارسات عربدة الشبيبة الفتحاوية الذراع الطلابية لحركة فتح، في جامعات الضفة الغربية، بسبب خلافات داخلية أو إشكاليات بين عناصرها، أو بين أطر طلابية أخرى، الأمر الذي ينذر بالقضاء على العملية التعليمية برمتها.

وتعددت أسباب هذه العربدة التي تمارسها الشبيبة، بين مشاكل أخلاقية، أو مسائل شخصية، أو خلافات مالية، تتعداها لتصل لخلافات تنظيمية بين أطر طلابية مخالفة لنهج فتح.

وتعاني الجامعات من فوضى أمنية جراء استمرار هذه الممارسات، وتغول الأجهزة الأمنية على الحركة الطلابية من الجهة الأخرى، وهو ما ينذر بأزمات متلاحقة ستقضي على العملية التعليمية برمتها.

وتركن الشبيبة في عربدتها إلى مساندة أجهزة السلطة لها، أو مشاركتها بطرق ما في هذه الممارسات، التي لفظها شعبنا وعافها على مدى سنوات طويلة.

إشكاليات متعاقبة

وتعاقبت الإشكاليات في جامعات الضفة مؤخراً وارتفعت بشكل ملحوظ في ظل التواطؤ الأمني مع عناصر الشبيبة، مما جعل الأمور تتطور من شجارات بالأيدي إلى استخدام الأسلحة.

وتسببت آخر هذه الممارسات في مقتل طالب بشجار وقع السبت الماضي، في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، وإصابة ثلاثة آخرين، أحدهم في حلة الخطر الشديد.

كما تسببت عربدة شبيبة حركة فتح وتطاولها على الأطر الطلابية في جامعة بيرزيت قبل يومين في إعلان الجامعة تعطيل الدوام في حرم الجامعة اليوم السبت وتحويل الدوام للنظام الإلكتروني، مشيرة إلى أن التعليم سيكون عن بعد بالكامل، وبأنه لن تعقد أي نشاطات للطلبة داخل الجامعة.

وأكدت الجامعة في تصريح صحفي، أنها تأسف للإشكاليات التي تمت معايشتها بين مجموعة من الطلبة خارج الجامعة، وتستنكر اللجوء إلى العنف والتراشق على صفحات التواصل الاجتماعي، وتدعو الجميع إلى الالتزام بالأنظمة والقوانين، وإلى احترام التنوع والحق في التعبير دون تهجم أو إساءة".

ودعت الجامعة أسرتها بكافة مكوناتها إلى "التكاتف من أجل المحافظة على الصرح الأكاديمي والوطني، في مواجهة التحديات والصعوبات الناجمة عن تعقيدات الوضع العام، وذلك كجزء من سعينا لجعل جامعتنا نموذجاً لوطننا فلسطين التي نريد".

تعليق للعملية التعليمية

ويوم الخميس الماضي، أعلنت إدارة جامعة بيرزيت إغلاق الحرم الجامعي بعد شجار اندلع بين طلبة الشبيبة الفتحاوية داخل الجامعة على خلفية شتم منسق الشبيبة في الجامعة ليث لدادوة لإحدى الطالبات في الجامعة قبل عدة أيام.

وأفاد شهود عيان بأن عناصر أخرى من الشبيبة في المنطقة الشرقية وتحديداً مناطق كفر مالك ودير جرير ورمون وسلواد والمزرعة الشرقية كمنوا للدادوة داخل الجامعة وانهالوا عليه الضرب المبرح.

وأوضحت الشهود أن أصدقاء لدادوة هبوا لنجدته بعد أن أصيب بإصابات مختلفة في أنحاء جسده، فيما أخلت الإدارة مبنى الجامعة من الطلبة في أعقاب الشجار الذي استخدم فيه العصي والأسلحة البيضاء.

وقالت الجامعة في بيان صادر عنها إن الشجارات بين الطلبة، دفعت الإدارة إلى إخلاء الحرم الجامعي بشكل كامل، مشيرة إلى أن الإغلاق جاء على أمل أن تنجح المساعي المبذولة لتطويق المشكلة وإنهائها لضمان عودة آمنة للدوام يوم السبت القادم.

وأكدت الجامعة تأجيل الامتحانات المجدولة اليوم الخميس من داخل الحرم الجامعي، مع إمكانية الاستمرار في الامتحانات أو المحاضرات المبرمجة عن بعد من خارج الحرم الجامعي.

سلوك معتاد

وسبق أن اندلع شجار بين عناصر من الشبيبة الفتحاوية في جامعة فلسطين التقنية (خضوري) في 18 أكتوبر الماضي، وذلك خلال حفل استقبال الشبيبة للطلبة الجدد.

وأظهرت لقطات مصورة تدافع بعض أعضاء الشبيبة وصراخهم على بعضهم البعض في قاعة استقبال طلبة الدبلوم في الجامعة، الأمر الذي إلى تعطيل الاحتفال وإخلاء الجامعة من الطلبة.

ودفع فشل الأمن في السيطرة على الشجار إلى دعوة بعض الطلبة إدارة الجامعة لزيادة عناصر الأمن، والعمل على ضبط الحياة داخل الجامعة، ومنع التصرفات الخاطئة من قبل بعض الطلبة.

اعتداءات الشبيبة

الشجار جاء كامتداد لأسلوب الشبيبة الفتحاوية في جميع جامعات الضفة، والتي تفتعل بها الخلافات والاشكاليات مع بداية كل فصل دراسي، وسبق أن طالب كل من القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي الجناح الطلابي للجبهة الشعبية والكتلة الإسلامية الجناح الطلابي لحركة حماس في جامعة بيرزيت، إدارة الجامعة بالتدخل لوقف اعتداءات أفراد الشبيبة التابعة لحركة فتح على الطلاب وإحداث الفوضى.

واستنكر الفصيلان الطلابيان في بيان صحفي اعتداء عناصر حركة الشبيبة الطلابية على كل من الكتلة الاسلامية والقطب الطلابي أثناء استقبال الطلبة الجدد.

وطالب البيان "إدارة الجامعة بالوقوف عند مسؤولياتها وتجديد المحاسبة للطلبة المعتدين والمشاركين في حدوث الفوضى، ولتأخذ الإجراءات القانونية مجراها".

ورفض البيان أن "تنتقل الممارسات الهمجية إلى ساحة الجامعة"، مُؤكدًا على "ضرورة الحفاظ على الحالة الوطنية التي رسختها جامعة بيرزيت تاريخيًا".

إغلاق