محلل سياسي يطالب السلطة بموقف واضح بعد تخلي السعودية عن المطالب الفلسطينية

محلل سياسي يطالب السلطة بموقف واضح بعد تخلي السعودية عن المطالب الفلسطينية

رام الله – الشاهد| طالب الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين، السلطة باتخاذ موقف واضح من تطورات الموقف السعودي الذي يشير الى تخلي المملكة عن مطالب السلطة الفلسطينية المتعلقة بتحصيل مكاسب مادية وسياسية من التطبيع السعودي مع الاحتلال.

وقال إن “السعودية بدأت تأخذ موقف أكثر ليونة ووضوحا بربطها بالملف الفلسطيني وملف التطبيع مع الاحتلال، وبالتالي قد تستخدم الخطوة السعودية الجديدة كغطاء في عملية التطبيع مع الاحتلال”.

وذكر أن الموقف الفلسطيني يجب ان يكون واضحا من الموقف السعودي من القضية، بحيث يكون الموقف ثابتا ولو كان شكليا بالرفض من حيث المبدأ، خاصة على ضوء حديث وزير خارجية الاحتلال الذي قال ان الامور تتجه نحو تطبيع كبير مع 6 او 7 دول إذا ما تم بنجاح خطوة التطبيع مع السعودية.

وقال ان هذه العملية من حيث الجوهر تعني اننا سنكون امام حراك سياسي يسعى تحت شعار السلام دون تحقيقه بشكل فعلي، مشيرا الى ان التخوفات الحالية تكمن في الانتقال من اوسلو 1 الى أوسلو 2، ما يعني العودة سنوات الى الخلف والتفاوض مرة اخرى، مع إدراك القيادة الفلسطينية انه لا حل مع إسرائيل وتحديدا مع الحكومة الحالية.

ولفت شاهين ان سياسة الاحتلال على الأرض مستمرة كما هو مخطط لها، بالاستيلاء على الأرض وتعزيز الاستيطان، كما ان المسؤولين في دولة الاحتلال أكدوا مرارا وتكرارا ان اسرائيل غير مستعدة للتعامل مع اي مقترحات في هذا السياق، بما في ذلك وقف الاستيطان خاصة ان جوهر ما تسعى له حكومة الاحتلال تعميق الاستيطان وتعزيزه.

وأشار شاهين الى أن ما يهم إسرائيل هو إبرام تطبيع مع السعودية الذي يعد فرصة تاريخية لهم في ظل سياستهم الجديدة التي تعرقل ذلك، لافتا الى ان السعودية تدرك ان حكومة الاحتلال لن تقوم بأي خطوة لإنهاء الاحتلال ولن تقوم بأي انسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تخلٍ سعودي

وأفاد تقرير صحافيّ بأنّ السعودية عازمة على التوصل إلى اتفاق عسكريّ، يلزم الولايات المتحدة بالدفاع عنها مقابل تطبيع العلاقات مع الاحتلال بغض النظر عن مطالب الفلسطينيين.

وذكرت وكالة “رويترز” للأنباء، اليوم الجمعة، أن الرياض لن تعطّل الاتفاق “حتى لو لم تقدِّم حكومة الاحتلال تنازلات كبيرة للفلسطينيين من أجل إقامة دولة مستقلّة لهم”.

وتأتي هذه المعلومات لتؤكد ما تم تسريبه قبل أيام من أن السعوديين أكدوا أنّهم درسوا ورقة السلطة وتأكيدها على صعوبة التوصّل إلى حلٍ نهائي خاصّة في موضوع القدس واللاجئين في الوقت الحاضر، ولوّح الوفد السعودي خلال اللقاء مع حسين الشيخ بالورقة الماليّة.

وجاءت هذه الرسالة ضمن ما حمله الوفد السعودي الذي وصل رام الله، وأكّد على ضرورة “استغلال الفرصة الحالية واستغلال الموارد وتحسين الأوضاع المعيشيّة”، لأنّ ما يُسمى “حل الدولتين” صعب المنال حاليًا.

وكشف عن اقتراح الوفد السعودي اعتبار الورقة التي قدمتها السلطة مرجعًا للسلطة والسعودية معًا، ولكنّ هذه الورقة تحتاج إلى خطوات يمكن تنفيذها على غرار لقاءات العقبة وشرم الشيخ.

وتضطلع السلطة بدور واضح في مسار التطبيع من أجل البحث عن صورة وهمية تمرر من خلالها إنجازاً وهمياً من وراء التطبيع، خاصة فيما يتعلق بتحسين موقعها في المؤسسات الدولية المسقوفة بالمطالب الأمريكية.

وتكاد تنحصر مطالب السلطة في البحث عن دعم مالي كبير في ظل تراجع الدعم الخارجي للسلطة وفي مقدمتهم السعودية.

وترى السلطة الفلسطينية في التطبيع السعودي – الإسرائيلي فرصة لتعبئة خزينتها، حيث نقلت للسعوديين رسائل واضحة مفادها “امنحونا نصيبنا ونحن لن نعارضكم في مسار التطبيع الذي تسيرون به”.

 

إغلاق