باحث إسرائيلي: عباس تلقى صفعة من بن سلمان بشأن مبادرة السلام العربية

باحث إسرائيلي: عباس تلقى صفعة من بن سلمان بشأن مبادرة السلام العربية

الضفة الغربية – الشاهد| ذكر الباحث الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط بمركز القدس للشؤون العامة والدولة “بنحاس عنبري” أن رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس تلقى صفعة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن مبادرة السلام العربية.

وقال عنبري في مقال له: ” يحاول الرئيس عباس إقناع السعودية بوضع المبادرة السعودية على الأقل كشرط، وأن يكون ثمن التطبيع مع إسرائيل حل القضية الفلسطينية”.

وأضاف: “وفي مقابلة مع محمد بن سلمان على قناة “فوكس نيوز” الأسبوع الماضي، تلقى الرئيس عباس صفعة وإجابة سلبية، ولم يقتصر الأمر على أن بن سلمان لم يذكر المبادرة السعودية، بل لم يذكر حتى أياً من مكوناتها، وشدد على عنصر الحياة اليومية للفلسطينيين”.

وتابع: “لكي نفهم موقف السعودية من القضية الفلسطينية، لا بد من العودة إلى لقاءين أجراهما الرئيس محمود عباس مع الملك الراحل عبد الله قبل سنوات قليلة، واطلعت على مضمون اللقاءين من مصادر في السلطة الفلسطينية”.

واستطرد: “كان الاجتماع الأول في جدة في خضم الربيع العربي. وبعد أن اشتكى أبو مازن للأميركيين من أن السعودية لم تف بالتزامها بمساعدة الميزانية الفلسطينية بمئتي مليون دولار سنويا، دعا الملك عبد الله، الرئيس عباس، إلى جدة”.

ويشير عنبري إلى أن الرئيس عباس أخذ يحدث ملك السعودية عن الاستيطان ومن الفصل العنصري والاحتلال، فأوقفه الملك سريع الغضب، وقال له: ألا ترى ما يحدث حولنا؟ ولا يوجد حاكم عربي يجلس بأمان على عرشه. حالتك أفضل من حالنا.

توبيخ عباس

وهنا قال الملك الجملة الرئيسية: “عندما كنت بحاجة إلى مساعدتنا، لم نمنعها عنك، بالمال، والدعم الدبلوماسي لكل ما طلبته، الآن، عندما نحتاج إلى مساعدتك، لماذا أنت محايد؟ ولكن لأننا وعدنا الأميركيين، فإننا سوف نحول لكم الأموال”.

وكانت المشكلة أن السعودية حولت المائتي مليون إلى سلام فياض رئيس الوزراء آنذاك وليس إلى الرئيس عباس، وهنا بدأت الأزمة بين الاثنين والتي انتهت بإقالة فياض من رئاسة الوزراء.

وأوضح أن لقاءً آخراً عقد في الرياض في الفترة ما بين نهاية ولاية باراك أوباما وبداية ولاية دونالد ترامب الذي كان قد انتخب رئيسا للولايات المتحدة. وكان على جدول الأعمال قرار مجلس الأمن بشأن المستوطنات، والذي كان من المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضده.

وتابع: “القرار المقترح قدمته مصر، وطلب الرئيس عباس التحدث مع الملك عبد الله حول كيفية الاستفادة من إزالة فيتو الولايات المتحدة في مجلس الأمن، ثم جاء اتصال بالملك من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أبلغه فيه أنه قرر سحب مشروع القرار من مجلس الأمن، فقال له الملك عبد الله، بحضور الرئيس عباس: الله يسهل لك. يعني: افعل ما شئت”.

واستطرد: “حينها طلب الرئيس عباس من السيسي أن يطالب على الأقل في المقابل بعدم نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، ورد عليه السيسي: نحن مع ترامب!. ومعنى هذه كله أن العرب سئموا من القضية الفلسطينية التي تورطهم ليس فقط أمام إسرائيل بل أيضا مع الولايات المتحدة”.

لا اكتراث سعودي

هذا وأفاد تقرير صحافيّ بأنّ السعودية عازمة على التوصل إلى اتفاق عسكريّ، يلزم الولايات المتحدة بالدفاع عنها مقابل تطبيع العلاقات مع الاحتلال بغض النظر عن مطالب الفلسطينيين.

وذكرت وكالة “رويترز” للأنباء، أن الرياض لن تعطّل الاتفاق “حتى لو لم تقدِّم حكومة الاحتلال تنازلات كبيرة للفلسطينيين من أجل إقامة دولة مستقلّة لهم”.

وتأتي هذه المعلومات لتؤكد ما تم تسريبه قبل أيام من أن السعوديين أكدوا أنّهم درسوا ورقة السلطة وتأكيدها على صعوبة التوصّل إلى حلٍ نهائي خاصّة في موضوع القدس واللاجئين في الوقت الحاضر، ولوّح الوفد السعودي خلال اللقاء مع حسين الشيخ بالورقة الماليّة.

وجاءت هذه الرسالة ضمن ما حمله الوفد السعودي الذي وصل رام الله، وأكّد على ضرورة “استغلال الفرصة الحالية واستغلال الموارد وتحسين الأوضاع المعيشيّة”، لأنّ ما يُسمى “حل الدولتين” صعب المنال حاليًا.

وكشف عن اقتراح الوفد السعودي اعتبار الورقة التي قدمتها السلطة مرجعًا للسلطة والسعودية معًا، ولكنّ هذه الورقة تحتاج إلى خطوات يمكن تنفيذها على غرار لقاءات العقبة وشرم الشيخ.

وتضطلع السلطة بدور واضح في مسار التطبيع من أجل البحث عن صورة وهمية تمرر من خلالها إنجازاً وهمياً من وراء التطبيع، خاصة فيما يتعلق بتحسين موقعها في المؤسسات الدولية المسقوفة بالمطالب الأمريكية.

وتكاد تنحصر مطالب السلطة في البحث عن دعم مالي كبير في ظل تراجع الدعم الخارجي للسلطة وفي مقدمتهم السعودية.

وترى السلطة الفلسطينية في التطبيع السعودي – الإسرائيلي فرصة لتعبئة خزينتها، حيث نقلت للسعوديين رسائل واضحة مفادها “امنحونا نصيبنا ونحن لن نعارضكم في مسار التطبيع الذي تسيرون به”.

جني المكاسب

وكان السفير الفلسطيني السابق ربحي حلوم، كشف أن السلطة الفلسطينية تعتبر التطبيع السعودي – الإسرائيلي فرصة لتعبئة خزينتها، وقالت للسعوديين بشكل واضح “امنحونا نصيبنا ونحن لن نعارضكم في مسار التطبيع الذي تسيرون به”.

وأوضح حلوم أن مطالب السلطة تلخصت في البحث عن دعم مالي كبير في ظل تراجع الدعم الخارجي للسلطة وفي مقدمتهم السعودية.

وأشار إلى أن السلطة تبحث عن صورة وهمية تمرر من خلالها إنجازاً وهمياً من وراء التطبيع، خاصة فيما يتعلق بتحسين موقعها في المؤسسات الدولية المسقوفة بالمطالب الأمريكية.

واعتبر حلوم أن السلطة بصدد التخطيط لمسرحية، تحاول الظهور عبرها بمظهر المنتصر، وتساعد الأطراف المطبعة، للخروج بمشهد الانتصار، كما فعلت الإمارات التي ادعت أن تطبيعها كان لوقف عملية ضم الضفة الغربية.

إغلاق