الجريح أنس عبد الفتاح: ما يزال حقي معلقا في رقبة اشتية ولن نسامح

الجريح أنس عبد الفتاح: ما يزال حقي معلقا في رقبة اشتية ولن نسامح

الضفة الغربية – الشاهد| مع أفول نجم حكومة محمد اشتية بتقديم استقالتها لرئيس السلطة محمود عباس، ثمة ملفات لم تغلق بعد، ولجان تحقيق لم ترً النور، بعضها يتعلق بحقوق لمواطنين تم قتلهم وإصابتهم بشكل عدواني على يد زبانية الأجهزة الأمنية، والذين يقف على رأسهم اشتية بوصفه رئيسا للحكومة ووزيرا للداخلية خلال فترة طويلة.

ويبرز اسم المهندس الشاب أنس عبد الفتاح كأحد ضحايا إجرام أجهزة اشتية، فبينما خرج المواطنون في العشرين من سبتمبر من العام ٢٠٢٢ تنديدا باختطاف أجهزة السلطة للمطارد مصعب اشتية، انهمر الرصاص على روؤس المواطنين، فحصد روح المواطن فراس يعيش، وأصاب الشاب عبد الفتاح بصورة بليغة أقعدته بالشلل مع رحلة علاج لم تنتهي حتى الآن.

وكتب الجريح عبد الفتاح معلقا على استقالة حكومة اشتية عبر صفتحه على فيسبوك قائلا: “مع خبر استقالة اشتية، أستذكر لجنه التحقيق التي شرع بإنشائها عقب إصابتي برصاص اجهزته الأمنية وما رافقها من شائعات مُغرضة أطلقها زبانيته”.

 

وأكمل:”ها هو يرحل اليوم حاملًا في رقبته وِزرَ إصابتي، ومعاناةٍ تحط رحالها في جسدي وعقلي وقلبي كل يوم وساعة وثانية، وآلامٍ تنهشني نهشًا؛ لتذكرني بقضيتي العادلة، وبثأري الذي ينهض من صميم ما ألاقيهِ من قسوة”.

وأضاف:” ذهبَ وبقيت أنا وأمي الحزينة والمكلومة على حالي .. أمي رفيقتي وعائلتي في غربتي لخمسمئة وخمسين يومًا… ذهب اشتيه ورسخت مبادئنا التي ما فتئ يساومنا عليها… وسيبقى دمي شاهداً على اجرامكم في حقي”.

وتابع: “يا اشتيّة: إلى ديّان يوم الدّين نَمضي وعندَ تجتمع الخصوم”.

وتفاعل المواطنون مع منشور الشاب عبد الفتاح، حيث أكدوا أن الحق لن يضيع وأن الحساب قادم لاشتية ولغيره ممن ولغوا في الدم الفلسطيني من أجل خدمة مصلحة الاحتلال.

وكتب الناشط محمد فطافطة معلقا على قضية الشاب عبد الفتاح مواسيا له وللمطارد مصعب اشتية: “الجريح انس عبدالفتاح الذي اصيب برصاص السلطة بعد قمعها للمسيرة التي خرجت في نابلس احتجاجاً على اختطاف المطارد مصعب اشتية.. الله يشفيك يا انس ويفك اسر مصعب”.

 

 

ويعاني عبد الفتاح من أثر رصاصتين، الأولى أصابت في الخاصرة وأصابت الكلى والكبد ثم الحبل الشوكي واستقرت في العمود الفقري، بينما الثانية أصابت اليد اليمنى وتسببت بقطع في الأوتار وتهتك في العظم.

وكانت مؤسسات حقوقية طالبت في حينه بفتح تحقيق في سلوك أجهزة الأمن والتزامها بمدونة قواعد استخدام القوة والأسلحة النارية خلال الاحتجاجات.

لكن أجهزة السلطة وكعادتها حينما تشعر بالمأزق تعلن عن تشكيل لجان صورية لا تسمن ولا تعني من جوع، وتمر الأيام عليها دون أن تعلن حتى عن البدء بالتحقيق، وكأن هذه اللجان هي فصل إضافي من فصول قهر المواطن الفلسطيني.

وكثيرا ما يتساهل عناصر الأجهزة الامنية مع الدم الفلسطيني، حث يرتكبون جرائمهم دون حسيب او رقيب، في ظل عقيدة امنية ترتبط بمصالح الاحتلال وتحافظ عليها قبل المحافظة على أي شيء آخر.

إغلاق