أحد وجهاء الخليل: ما يجري في المدينة لعبة خطيرة من السلطة

أحد وجهاء الخليل: ما يجري في المدينة لعبة خطيرة من السلطة

الضفة الغربية – الشاهد| اعتبر زياد اهليل أحد وجهاء مدينة الخليل ما يجري في المدينة من فلتان أمني بأنه لعبة سياسية خطيرة من قبل السلطة التي تقف موقف المتفرج على ما يجري.

وقال اهليل في تصريحات صحفية له صباح اليوم الخميس: "السلطة تلعب دور المختار فقط"، مشدداً على أن دورها الطبيعي هو حماية الناس وتستطيع إنهاء الأزمة ولكنها لا ترغب في ذلك.

وأوضح أن السلطة وأجهزتها الأمنية لا توفر أدنى الحد الأدنى من مقومات الأمن والأمان للمواطن، منوهاً إلى أن سلاح الفلتان يظهر فقط وقت الشجارات والحفلات ويختفي عند دخول جيش الاحتلال.

فلتان متواصل

هذا وتشهد مدن وقرى الضفة الغربية فلتان أمني متصاعد وتجددت الاشتباكات المسلحة بين عائلتي العويوي والجعبري في مدينة الخليل قبل أيام، وسط حالة من الخوف والذعر تخيم على المدينة في ظل اندلاع تلك الاشتباكات بأكثر من مكان.

وخرج المئات من أهالي محافظة الخليل بالضفة الغربية قبل أسابيع، في وقفة للمطالبة بإنهاء الفلتان الأمني والمشاكل العائلية في المحافظة، متهمين السلطة وأجهزة السلطة بالتواطؤ وعدم الجدية في السيطرة على هذه الحالة.

وتجمع المئات وسط مدينة الخليل مرددين هتافات تندد بتواطؤ السلطة وتقاعسها في إنهاء المشاكل وحالة الفلتان وفوضى السلاح في المدينة التي تعتبر العاصمة التجارية والاقتصادية.

وردد المشاركون هتافات تدعو لتدخل العشائر لحماية المدينة قائلين:" ما في أمن ولا أمان ما في غير الفلتان.. لاعصبية ولا قبلية.. بسم الله الله أكبر.. عشائرنا يا أخيار بدنا نحمي أهل الدار.. اللي ينسق مع يهود عن أعراضنا ما بيذود".

السلطة تتحمل المسئولية

وحمل عميد وجهاء الخليل عبد الوهاب غيث السلطة وأجهزتها الأمنية مسؤولية حالة الفلتان في المحافظة بسبب حالة الضعف الذي تبديه أمام الاشتباكات والشجارات العائلية.

وأوضح غيث في تصريحات صحفية أن رئيس وزراء فتح محمد اشتية عندما زار الخليل وجلس مع العشائر وأعلن عن إرسال 500 شرطي وكتيبة من الأمن الوطني، مشيراً إلى أن الشجارات تراجعت لبعض الأيام.

وأضاف: "لكن تفاجئنا بسحب السلطة لتلك القوات إلى محافظة جنين، فاندلعت الشجارات والاشتباكات مرة أخرى"، منوهاً إلى أن السلطة اعتقلت بعض الأشخاص المندسين كانوا يطلقون النار على كلا الطرفين.

وشدد غيث أن البلاد الذي لا يوجد بها حكومة لا تسكن، لافتاً إلى أن الشباب اليوم لا يعترفون بالحكم العشائري ويلجؤون للسلاح في خلافاتهم.

سلاح الفلتان

وأكد تقرير أصدرته الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، حول واقع انتشار الفلتان واستخدام السلاح، أن استخدامه يكون غالبا من قبل مسؤولين نافذين، وأشخاص مؤطرين تنظيمياً، ومواطنين آخرين في فرض الحلول خارج نطاق القانون، وفي الشجارات العائلية، وفي المناسبات الاجتماعية والفصائلية، وأحيانا في ارتكاب جرائم والتهديد والابتزاز.

وأوضح أن السلاح المنتشر بأيدي مواطنين معينين هم في الغالب يتبعون الأجهزة الأمنية أو مؤطرين تنظيمياً ويتبعون تنظيم حركة فتح في الضفة على وجه التحديد، وهو ما أكسبهم نفوذاً كبيراً في المجتمع حتى وإن لم يستخدموا السلاح بصورة مباشرة.

وقال إن الحديث عن ظاهرة انتشار السلاح وسوء استخدامه تصاعد بدرجة كبيرة في المجتمع الفلسطيني، وذلك بسبب ملاحظة انتشاره الكثيف بين أيدي المواطنين من جديد، واستخدامهم له في الشجارات العائلية وفي المناسبات الاجتماعية والفصائلية.

وحذر التقرير مما يدور حاليا من سباق تسلح بين المواطنين والعائلات والعشائر في فلسطين، الأمر الذي يشكل تهديداً حقيقياً للسلم الأهلي ولحق الأفراد بالأمن الشخصي ولحقهم في الحياة وفي السلامة الجسدية.

إغلاق