كتب سعيد انجاص: أين التحرير يا منظمة التحرير؟

كتب سعيد انجاص: أين التحرير يا منظمة التحرير؟

الضفة الغربية – الشاهد| كتب سعيد انجاص: يبدو أن الوضع الفلسطيني قد وصل إلى حالة : بلغ السيل الزُّبى….يقترب من نقطة اللاعودة ..فتطل علينا بين الفينة والأخرى قيادات من م.ت.ف وفصائل أخرى بتصريحات تصب الزيت على النار وتزيد في الاحتقان وفي تآكل شرعيتها المتآكلة اصلا.

اولا نحن شعب منظمة التحرير الفلسطينية واعضاء فيها حكما ومتمسكين بها ايماناُ وقناعةً وسندافع عنها بكل ما اوتينا ولنا الراي الأول والأخير حيث ان الشعب مصدر جميع الشرعيات ولكن لدينا اسئلة كثيرة للقيادة نطرحها بهدوء وبكل مسؤولية وطنية :

١- من اعاق منظمة التحرير عن انجاز التحرير أو على الأقل انجاز الوحدة بين شطري الوطن وألغى الانتخابات التي كانت مخرجا للجميع؟

٢-اين اجراءات المجلس الوطني في انتخاب اللجنة التنفيذية ومن بعدها تنتخب مناصب اعضائها ضمن إجراءات منصوص عليها؟

٣-اي شرعية تبقى اذا تخلت المنظمة عن المقاومة والانتخابات والتوافق لتكون ممثلا شرعيا؟

٤- أليست المنظمة هي من انشأ السلطة واوسلو واعتبرتها برنامجها ؟ حيث :

ا- ازداد الاستيطان من عام ١٩٩٢من ٢٤٨ الف إلى ٩٥٠ الف في عهدها .

ب-وتم إغلاق مكتبها في امريكا مع العلم انها وضعت نفسها في الحضن الامريكي منذ ٣٠ عاما؟

ج- تم اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة موحدة ونقلت سفارتها .

د- تم الاعتراف بشرعية المستوطنات المقامة على اراضي الضفة والقدس.

وهنا يتساءل الشعب هل هذا فعلا برنامج التحرير يا منظمة التحرير؟ واي برنامج غير لديها للتحرير ؟

٥- من يطالب بعودة الشرعية والمنظمة الى غزة لحكمها ..بالأول عليه فرض الشرعية على قرية المغير ورام الله وحوارة وجنين ونابلس واريحا…..فالشرعية تحتاج لتضحيات ودماء وابطال تدافع عنها وليست كراسي ومناصب.. ويا ريت نبعد عن قصة التخويف و الحرب الأهلية …

٧- إن الشروط التي تطلبها م.ت.ف من القوى الاخرى هي الاعتراف بالاحتلال وشروط الرباعية واتفاقية اوسلو اي كل التزاماتها وهذا لن تعطيك اياه المقاومة ولو ارادت ذلك لذهبت لواشنطن بنفسها وتعترف هناك وتأخذ كل الشرعيات ولن يتواصل معكم احد بعدها… فليكن المطلوب من القوى الاخرى الاعتراف بميثاق منظمة التحرير فقط وليس التزاماتها.

واخيرا اقول للقيادة من يطالب بالاصلاح هو احرص الناس على وجود واستمرارية منظمة التحرير ولهذا دعنا نسير بهدوء في الحوار الوطني لإصلاح منظمة التحرير ضمن آلية ديمقراطية وبشفافية عالية من حيث نسب المقاعد والبرنامج والأدوات والاشخاص ليلتف عليها كل الشعب الفلسطيني ويشعر انها تمثل كل اطيافه وتجمعاته الجغرافية وفصائله الحية اذ ان هناك فصائل اندثرت وتلاشت..ونفرز قيادة تليق بالتضحيات والدم الذي سال والتعاطف الدولي غير المسبوق .

ويا ريت نتخلى عن التخوين لكل من أراد الإصلاح فهذه نغمة طواها الواقع والزمن ..واصبح الاصلاح في هذه المرحلة ضرورة وطنية على مقاسنا وليس على مقاس الاقليم والدول الغربية…والاحتلال… ولسنا في ترف من الوقت لنماطل ونؤجل لإيجاد مخارج للهروب من هذا الاستحقاق الوطني ..

وأرجو أن لا تقعوا في المحظور وتحرضوا على الصدام مع الشعب وقواه الوطنية وحراكه لأنها ستكون النهاية الحتمية فنحن لسنا جمهورية موز ..فالشعب مضغوط نفسيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ومن السهل ان ينفجر في اي لحظة…فالركيزة الاساسية وحجر الرحى اننا شعب متحضر ومناضل ويعرف مصلحته ..

ويجب ان لا نخرج من هذا الفهم و تستمعوا له وتستجيبوا لنبض الشارع فهو اقصر الطرق للانتقال للمرحلة القادمة بسلام وأمان ونستغل هذه اللحظة التاريخية لتحقيق انجاز سياسي لشعبنا فيكفيه الاثمان التي دفعها للاحتلال ولسوء خيارات القيادة في القرارات السياسية.

إغلاق