في وهم دولة السلطة.. الإفطار على الحواجز عادة رمضانية

في وهم دولة السلطة.. الإفطار على الحواجز عادة رمضانية

رام الله – الشاهد| يجلس يزيد جوابرة مع أخيه ناصر على قارعة الطريق يعد وجبة الإفطار في اليوم الثالث من شهر رمضان، ليتناولاها معاً فتنغيص الاحتلال على المواطنين عبر حاجز بيت فوريك شرق نابلس عادة رمضانية كل عام، تحرم العائلات من الاجتماع على مائدة واحدة.

جوابرة كان قد جهز بعض الطعام في سيارته لعلمه المسبق أن الوصول إلى بيته مروراً عبر الحاجز لن يكون قبل أذان المغرب، ويقول بنبرة ساخرة: “اتعودنا على الحال.. كل فدا قيادتنا اللي بدها تجيب إلنا دولة”.

وشارك جوابرة وأخيه مئات المواطنين الذين افترشوا الأرض قرب الحاجز وتناولوا طعام الإفطار، وسط حالة من الحسرة في قلوبهم، لا سيما وأن التدقيق في الأوراق وتفتيش السيارات يكون بشكل مستفز من قبل جيش الاحتلال خلال شهر رمضان.

أكاذيب الاحتلال

الأمر ذاته يتكرر على حاجز حوارة، إذ تصطف طوابير السيارات لمسافات طويلة، لتكذب روايات الاحتلال بأنه يقدم التسهيلات لسكان الضفة الغربية في شهر رمضان، إلا أن هذا العام امتنع عن تلك الرواية الكاذبة، في ظل عمليات العسكرية شمال الضفة الغربية.

ويقول نضال عساف: “طبيعة عملي في توصيل البضائع تتطلب مني التأخر في العمل، فأنا ملزم بتوزيع كمية البضائع التي في شاحنتي قبل موعد الإفطار، فأصل الحاجز ويكون قد بقي على موعد الإفطار ساعة واحدة، ورغم ذلك لا أتمكن من الوصول إلى بيتي في نابلس والإفطار مع عائلتي”.

وأضاف: “الاحتلال بتحكم في كل تفاصيل حياتنا حتى الإفطار في رمضان، وكل الحديث عن دولة مستقلة وسلطة فلسطينية”.

 وهم الدولة

حواجز الاحتلال التي تقطع أوصال الضفة الغربية تكشف مجدداً وهم الدولة والسلطة الفلسطينية التي تحاول قيادتها تسوقيها للشارع الفلسطيني، في حين أن المواطن لا يستطع الإفطار في منزله.

السلطة التي تستعرض عضلاتها على المواطنين عبر عمليات الاعتقال والملاحقة والإهانة كما جرى في جنين ومخيمها، لا تجرؤ على الضغط على الاحتلال من أجل تسهيل مرور المواطنين عبر الحواجز خلال شهر رمضان.

بل شاركت تلك السلطة الاحتلال في حرمان المواطنين من الإفطار مع عائلاتهم عبر استمرارها في اختطاف عشرات المواطنين في سجونها.

مشاريع كاذبة

السلطة وفي محاولة لإيهام المواطنين أنها تسعى لإيجاد طرق بديلة تسهل من حركة المرور ومحاولة الالتفاف على حواجز الاحتلال، أعلنت مراراً الانتهاء من تعبيد طريق وادي النار الذي يربط شمال الضفة الغربية بجنوبها.

فقد عبر آلاف المواطنين عن غضبهم جراء الأزمة الكبيرة التي يشهدها طريق وادي النار البديل الذي أعلنت حكومة محمد اشتية السابقة عند تعبيده.

ويقطع الطريق حاجز الكونتينر الاحتلالي والذي يمكن أن يغلق الطريق بأي لحظة، فضلاً عن أن الطريق وبدون حوادث أو إغلاق للحاجز يعاني الطريق من أزمة سير دائمة وتحديداً في شهر رمضان والأعياد.

إغلاق