كاتب: عباس يعيد قولبة الهيمنة وفتح تهندس المشهد على مقاسها

كاتب: عباس يعيد قولبة الهيمنة وفتح تهندس المشهد على مقاسها

رام الله – الشاهد| قال المحلل السياسي أحمد الطناني إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اختار إعادة قولبة الهيمنة داخل الإطار الرسمي الفلسطيني بدلًا من إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير كمظلّة جامعة، والانخراط بإصلاح جدي يُعيد الثقة بالمؤسسة الوطنية.

وأوضح الطناني في مقال أن عباس وضع كل مفاصل القرار داخل حركة “فتح متجاوزًا حتى الأعراف التنظيمية التاريخية التي كانت توزّع رمزيًا المناصب باللجنة التنفيذية على فصائل المنظمة، لضمان شكل من أشكال الشراكة”.

وذكر أن المعركة الوجودية التي يخوضها الشعب الفلسطيني تدار بينما قيادة السلطة الرسمية تُمعن في تعزيز نفوذها، لا في بناء وحدة وطنية مقاومة.

ورأى أن القيادة المهيمنة على منظمة التحرير وفتح، اختارت المضي قُدمًا بإجراءات تعزز هيمنتها وتعيد هندسة المشهد السياسي على مقاسها، حتى وإن تعارض ذلك مع متطلبات الوحدة أو استحقاقات الصمود في وجه مشروع التصفية الصهيوني.

في المقابل، والحديث للطناني- علت أصوات وطنية وفصائلية تحاول كسر هذا السياق، داعية لمسار توحيدي يعيد الاعتبار للمشروع الوطني ويُخرج الحالة الفلسطينية من مأزق الانقسام والتفكك.

لكن “فتح” أصرت على تجاوز كل الأصوات، بما فيها تلك المنخرطة في منظمة التحرير، وواصلت إدارة المشهد وفق رؤية أحادية، حجبت الملفات الوجودية لحساب ترتيبات داخلية تعزز منطق الهيمنة وتُضعف فرص التوافق.

وذكر أن الأزمة لم تتوقف عند هذا الحد. فقد جاءت كلمة عباس في افتتاح أعمال المجلس، لتضيف مزيدًا من التشويش، بحملها مغالطات سياسية كبيرة، تعكس ذهنية إنكار للواقع، وسردية تُحمّل الضحية مسؤولية الجريمة الواقعة عليها، وتتماهى – ولو ضمنيًا – مع اشتراطات الاحتلال والإدارة الأمريكية، على حساب حق الفلسطيني بمقاومة العدوان والدفاع عن وجوده.

وأكد أن دورة المجلس المركزي، بكل ما حفّ بها من سياقات ومضامين، تكشف حجم الفجوة الآخذة بالاتساع بين المنظومة الرسمية، ونبض الشارع الفلسطيني وضرورات المعركة الوطنية، إذ بات واضحًا أن هناك من يسعى لحجز المؤسسات الفلسطينية داخل دوائر ضيقة من النفوذ، بينما تتعرض غزة والضفة لعمليات اجتثاث، تهدد ما تبقى من الكينونة الفلسطينية.

وختم الطناني: “الأخطر أن حالة الاستنزاف لا تطال الجغرافيا والدم فقط، بل تمتد إلى رصيد المشروع الوطني، في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى قيادة جامعة، متماسكة، قادرة على إنتاج خطة مقاومة فعالة تحمي القضية والهوية، لا إلى مزيد من الانقسام وإعادة إنتاج الهيمنة على أنقاض البيت الوطني”.

إغلاق