هل عصابة ياسر أبو شباب نتاج تنسيق السلطة الأمني مع الاحتلال؟

هل عصابة ياسر أبو شباب نتاج تنسيق السلطة الأمني مع الاحتلال؟

رام الله- الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي سمير حمدي إنه يجب التمييز بين التعاون الأمني، الذي تقوم به السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الاحتلال، والذي لولاه لما تطوّرت جميع أشكال التعاون الأخرى بهذه السهولة، وحالة ياسر أبو شباب، الذي لم يُخفِ تلقيه الدعم من أطراف داخل السلطة، بالإضافة للاحتلال، وجهات إقليمية عربية لا تخفي عداءها للمقاومة الفلسطينية.

وأوضح حمدي في مقال أن التمييز يتعلّق بطبيعة التبرير الذي تقدّمه السلطة، وتغلفه بالدفاع عن المصالح الوطنية. غير أن المُستحدَث في ظاهرة ياسر أبو شباب أنه مجرّد قاطع طريق ولصّ معونات، لا يملك تصوراً سياسياً، ولا رؤية واضحة لما يترتب على أفعاله.

وذكر أن ترديد شعارات جوفاء عن تحرير الشعب من “حماس”، والهجوم اللفظي على رموز المقاومة، فهو لا يزيد عن خطاب أجوف لا يقنع أحداً، حتى الذين يُشغّلون أبو شباب (وعناصره) يدركون أنه مجرّد متعاون أقرب إلى المجرم المتمرد منه إلى متعاون قادر على تغيير المعادلة السياسية في غزّة.

وبين أن كلّ أجهزة الاحتلال تخلّت
عن عملائها في اللحظة الحاسمة، وتجربة “الحَركيّين” في الجزائر وجيش لبنان الجنوبي، خير دليل على ذلك

ولفت حمدي إلى أن الاحتلال يدرك أنه عاجز تماماً أمام تماسك البنية المجتمعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وأن محاولة تخليق كيانات تابعة له، وتأتمر بأمره، ليس أمراً ميسوراً في ظلّ الرفض العشائري والعائلي لكلّ عمل يمكن أن يوصم بالخيانة والتواطؤ مع العدو، ولهذا كان طبيعيا تبرّؤ العائلات من أبو شباب وعصابته.

وأكد أنه وفي ظلّ الإبادة الممنهجة، والحصار الخانق، ومنع المساعدات، وحالة الضيق الاقتصادي، وانهيار كلّ أسباب المعيشة، انتظر الكيان أن يحصل تمرّد اجتماعي في القطاع، أو اندلاع ثورة جياع ضدّ المقاومة، غير أن هذا لم يحصل، ولهذا بدأت إعادة الحسابات في التعامل مع المجتمع الفلسطيني، وتحرّكت أجهزة الاستخبارات لبناء شبكات المتعاونين والعملاء.

ونبه حمدي إلى أنه رغم أن الاستهداف يشمل الجميع، وفكرة التهجير الجماعي لن تستثني عميلاً، فإنّ هؤلاء المتعاونين يتجاهلون وقائع التاريخ والسياسة.

وبين أن مصائر متعاونين فلسطينيين كثيرين، خير شاهد على المصير المتوقّع لكلّ هؤلاء، ومن الناحية السياسية ليس أيسر على قوات الاحتلال من أن تتخلّى عن بعض اللصوص الذين جنّدتهم لصالحها.

وختم حمدي: “يكفي أن تتوصّل إلى اتفاق هدنة مع المقاومة، حتى يكون مصير هؤلاء قد كُتب بأحرف من دم، إذ لا تتسامح الشعوب مع من يخون قضاياها في السلم، فما بالك بأولئك الذين يستمرئون الخيانة زمن الحرب”.

إغلاق