رسالة مفتوحة إلى السلطة: تجاوزوا الحسابات الضيقة وعودوا بقرارات جريئة

رام الله-الشاهد| وجه الكاتب السياسي والحقوقي علي ابوحبله رسالة إلى السلطة الفلسطينية يطالبها فيها بتحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية التي تفرض تحركًا عاجلًا، وخطوات استثنائية لإعادة تصويب البوصلة وتحصين جبهتنا الداخلية، بما يضمن حماية حقوقه التاريخية ووحدة أرضه وشعبه.
وأكد أبو حبلة في الرسالة أن المرحلة الراهنة، بكل ما تحمله من تحديات مصيرية، تتطلب منكم إطلاق حوار وطني شامل لا يستثني أحدًا، بهدف صياغة رؤية استراتيجية موحدة تحافظ على الحقوق الفلسطينية وتضمن حماية وحدة الجغرافيا الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، باعتبارها قاعدة أي حل عادل وشامل، مع التأكيد على أن اليوم التالي لوقف حرب غزة يجب أن يكون فلسطينيًا بامتياز يحفظ الحقوق ويمنع فصل غزة عن الضفة الغربية.
ودعا لوضع خطة عملية للانتقال التدريجي من السلطة الفلسطينية إلى الدولة الفلسطينية، بما يشمل الانفصال الاقتصادي عن الاحتلال الإسرائيلي، واستنهاض مؤسسات الدولة الفلسطينية، وتفعيل قرار الجمعية العامة رقم (19/67) وقرار محكمة العدل الدولية الصادر في حزيران/يونيو 2024 بشأن الاحتلال، باعتباره أداة قانونية دولية لوضع حد للاحتلال الاستيطاني.
وحث أبو حبلة على الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على مواجهة التحديات المعيشية والاقتصادية لشعبنا، وتعزيز مقومات صموده، وتحقيق الشراكة الوطنية كأساس لإعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات الوطنية.
وطالب بالرفض القاطع لمخططات تحويل الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة ومواجهة مشاريع الضم الزاحف، عبر اشتباك سياسي وقانوني متواصل مع حكومة الاحتلال، بما بذلك ملاحقة حكومة نتنياهو أمام المحافل الدولية لجرائمها بحق شعبنا، وفرض العقوبات عليها دوليا.
وناشد لإلزام “إسرائيل” باحترام الاتفاقيات الموقعة بشأن أموال المقاصة، ومطالبة المجتمع الدولي بضمان دفعها، والتأكيد على عدم صحة وقانونية الاقتطاعات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف إضعاف السلطة الوطنية وتجويع أبناء شعبنا.
وأهاب أبو حبلة بممارسة دور رقابي جاد على الأداء الحكومي يضمن النزاهة والشفافية، وتفعيل مبدأ المساءلة والمحاسبة حمايةً للمصلحة الوطنية العليا وصونًا لتضحيات شعبنا.
وأكد أن الأمانة التي تحملونها ثقيلة، واللحظة المفصلية التي تمر بها فلسطين لا تحتمل المزيد من التردد أو التأجيل. شعبنا يتطلع إلى مواقف وقرارات جريئة تعيد الاعتبار للمشروع الوطني التحرري، وتوحّد الصف الفلسطيني على قاعدة الشراكة والعمل المشترك، وتعيد الأمل للأجيال التي دفعت أثمانًا باهظة للحرية والاستقلال.
وختم: “فلسطين وطن يُضحّى من أجله… فلا تسمحوا بأن تضيع حقوقه بين ركام الانقسام أو حسابات السياسة الضيقة”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=91120