لماذا تقف السلطة متفرجة على مخطط E1 الاستيطاني بالقدس؟

رام الله – الشاهد| طالب الباحث السياسي فرحان علقم السلطة الفلسطينية بتحرك عاجل لمواجهة مخطط E1 الاستيطاني شرقي القدس المحتلة، لربط المدينة بمستوطنة “معاليه أدوميم”، عبر ضغط دبلوماسي واسع النطاق في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية.
ودعا علقم في تصريح السلطة الفلسطينية إلى الاستفادة من الاعترافات الدولية المتزايدة وقرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية بشأن الاحتلال والاستيطان.
وأكد ضرورة توحيد الصف الوطني وتنفيذ اتفاقيات المصالحة، وأبرزها اتفاق بكين، دون تعطيل أو شروط مسبقة، لصياغة برنامج وطني تحرري جامع يستند إلى وحدة الموقف وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبارات فصائلية أو خارجية.
وبين أن اللحظة السياسية الراهنة تمثل فرصة تاريخية لإعادة بناء المشروع الوطني على أسس جديدة، مضيفًا أن “الاحتلال يفرض وقائع على الأرض، لكن الفلسطينيين قادرون على فرض معادلة مضادة إذا امتلكوا الإرادة والوحدة، فالزمن لا ينتظر المترددين، والقدس لا تُحمى إلا بأصحابها”.
وأوضح أن هذه الخطوة تمثل أخطر مراحل التهويد والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي، إذ تهدف إلى عزل القدس عن محيطها الفلسطيني عبر حزام استيطاني كثيف، يقوّض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً، ويحوّل المناطق الفلسطينية لجزر متناثرة محاصرة بالجدران والمستوطنات.
وذكر علقم أن مشروع E1 يأتي كضربة قاصمة لكل مسارات التسوية السياسية التي رُوّج لها خلال العقود الماضية، سواء عبر اتفاقيات أوسلو أو مبادرات السلام العربية، مؤكداً أن “الاحتلال يثبت مرة أخرى أنه لا يعترف إلا بمنطق القوة والفرض الميداني، وأن الحديث عن تسوية سياسية أصبح وهماً لا مكان له في الواقع الذي تصنعه الجرافات الإسرائيلية.
وأشار إلى أن المشروع يحمل خطراً وجودياً على مدينة القدس، إذ يسعى إلى تهويدها بشكل كامل وتغيير طابعها الديمغرافي والمعماري، بحيث تصبح “مدينة يهودية بامتياز” من حيث السكان والمعالم والهوية، ما يجعل الوجود الفلسطيني فيها هامشياً ومهدداً بالاقتلاع.
ونبه إلى أن اختيار هذا التوقيت للإعلان عن المشروع ليس صدفة، بل يعكس حالة إحباط يعيشها اليمين الإسرائيلي المتطرف في ظل حدثين بارزين: الأول هو الاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية، وخاصة من دول كانت تقليدياً داعمة للاحتلال، وهو ما يعتبره الاحتلال تهديداً لشرعيتها؛ والثاني هو فشل عدوانها على قطاع غزة في تحقيق أهدافه رغم عنفه ووحشيته غير المسبوقة.
ولوح إلى أن الاحتلال، بعد فشله في غزة، يسعى إلى تثبيت واقع جديد في الضفة الغربية عبر تسريع البناء الاستيطاني، لتغيير المعادلة السياسية والجغرافية قبل أي تطورات دولية جديدة قد تعيد طرح القضية الفلسطينية بزخم أكبر، مؤكداً أنه يأتي في إطار “سياسة استباقية” لفرض وقائع يصعب التراجع عنها مستقبلاً.
وتوقع الباحث أن يكون هذا المشروع مقدمة لسلسلة من المشاريع الاستيطانية المشابهة التي ستُعلن تباعاً، خاصة مع الحديث عن احتمال إجراء انتخابات مبكرة، إذ يسعى اليمين المتطرف لاستخدام الاستيطان كأداة لكسب الأصوات وتعزيز شعبيته بين المستوطنين.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=95773





