مرحلة انتقالية بلا نهاية.. هل تدخل السلطة نفق “الإصلاح الدولي”؟

مرحلة انتقالية بلا نهاية.. هل تدخل السلطة نفق “الإصلاح الدولي”؟

عمان- الشاهد| قال الكاتب السياسي عريب الرنتاوي إن السلطة الفلسطينية تدفع اليوم ثمن تجاهلها الطويل للمطالب الوطنية بالإصلاح لتجد نفسها مضطرة للانصياع لبرنامج إصلاحي دولي يقترب من صيغة “الوصاية”، فيما يواجه الفلسطينيون شكلاً جديدًا من “الانتداب الأميركي”.

وأوضح الرنتاوي في تصريح أن السلطة لو استجابت لمطالب شعبها وقدمت الإصلاحات داخليا لما اضطرت اليوم إلى تقديم تنازلات لأطراف خارجية.

وحذر من أن ما وصفه بـ”الامتحان الثاني” قد يطيل المرحلة الانتقالية ويجعلها دائمة تحت سقف الوصاية الدولية.

وأكد الرنتاوي أن ملف إصلاح السلطة ظل منذ تأسيسها قبل أكثر من 30 عامًا بصدارة المطالب وتنامى مع مظاهر الفساد وتراجع الأداء وتصاعد الحديث عن “التوريث” و”الخلافة”.

ورغم مبادرات وطنية متكررة، اختارت السلطة – وفق الرنتاوي- تجاهلها، بينما تتحرك اليوم بسرعة لتنفيذ أجندة إصلاح دولية تخضع لرقابة مشددة من قوى خارجية.

وبين أن السلطة تكرر تجربة ما بعد اغتيال ياسر عرفات، إذ خضعت لبرنامج إصلاح خارجي مشابه لم يحقق نتائج تذكر.

ونوه الرنتاوي إلى أن السلطة تآكلت شعبيًا وإداريًا وتفشى الفساد مجددًا وتراجعت مكانتها دون تحقق حلم التحول لدولة.

وتساءل عن مبررات اعتقاد السلطة بأن أي إصلاحات من الخارج ستنجح الآن مع واقع دولي أكثر انحيازًا لليمين الإسرائيلي وغياب أي توافق أمريكي-إسرائيلي مع الزخم الدولي بعد طوفان الأقصى.

ووفق الرنتاوي، تبدي السلطة وأطراف عربية استعدادًا لتقديم “أثمان” مسبقة عبر القبول بجهود تجريد الفلسطينيين من مقاومتهم وتطبيع الوجود الإسرائيلي مقابل وعود غامضة وردت بمبادرة ترمب وقرار مجلس الأمن بشأن “مسار الدولة”.

وذكّر بأن وعود الإدارات الأمريكية والمبادرات الدولية من كلينتون إلى الرباعية وخريطة الطريق وخطاب بار إيلان لم تفض لدولة رغم أن الظروف أكثر ملاءمة من الواقع الحالي.

إغلاق