السلطة الفلسطينية وآخر أوراق التوت!
رام الله – الشاهد| كتب معن علي المقابلة.. صرح الارهابي وزير المالية تسلئيل سموتريتش في حكومة الكيان الصهيوني انه لن يحول الاموال المستحقة للسلطة للفلسطينية، وهذا القرار ليس قراراً فردياً وان حاولوا إظهاره كذلك، فهدف إسقاط السلطة الفلسطينية وتفكيكها اصبح هدفاً لنتن ياهو وحكومته المتطرفة ومعظم النخب السياسية في الكيان الصهيوني، بعد ان ادت غرضها طيلة واحد وثلاثين عاماً، بحيث أعطت غطاءً لسلطة الاحتلال لابتلاع الضفة الغربية وتكديسها بالمستوطنات من خلال تحريم وتجريم المقاومة ضد المحتل، وكانت تنسق مع المحتل لتسليم المقاومين، معتمدةً فقط على التفاوض الذي توقف منذ زمن ولم يتوقف بناء المستوطنات.
جاء طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر سنة ٢٠٢٣م وجاء رد الفعل الصهيوني على هذا الطوفان بارتكاب إبادة جماعية وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين في غزة لكسر المقاومة والضغط عليها للاستسلام، فهذه سياسة هذا الكيان منذ قيامه بارتكاب المجازر بحق المدنيين للضغط على السكان لترك مدنهم وقراهم، او للطغط على الحكومات لتقديم تنازلات، وهذه سياسة لا يرتكبها إلا مجرمون اعتادوا على قتل النساء والأطفال والشيوخ بدم بارد، كما فعلوا في دير ياسين وكفر قاسم والطنطورة في فلسطين وكثير من قرى شمال الأردن و جنوب لبنان وسوريا ومصر بحيث قتلوا الالاف من المدنيين في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، ومما جعل الكيان يتمادى في ذلك ان سياسته نجحت في كثير من الأحيان مع الدول العربية فكان لهذه السياسة دور في إبرام مصر السادات اتفاقية كامب ديفيد سنة ١٩٧٨ كما ابرم الفلسطينيون اتفاقية أوسلو سنة ١٩٩٣، اما الأردن فقد وقع اتفاقية وادي عربة سنة ١٩٩٤ فيما عرف بمعاهدات السلام مع هذا الكيان.
الخلاص من السلطة الفلسطينية وتبعات أوسلو اصبح هدف، خاصة ان هذه السلطة سوف تكسب سياسياً -رغم انفها- وتحصد نتائج طوفان الأقصى كونها المعترف بها دولياً كممثل للشعب الفلسطيني وهذا من سخرية القدر، فقد بدأت الدول تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية وخاصة الدول الاوربية كايرلندا وإسبانيا والنرويج وهذه الأخيرة هي التي رعت محادثات السلام والتي تمخض عنها اتفاق أوسلو ، وأعتقد ان الأمر لن يتوقف على هذه الدول في القارة الأوروبية، مما سيضع الكيان الصهيوني في زاوية حرجة، فجاءت فكرة وقف تحويل المال المستحق للسلطة لإضعافها وليس من المستبعد احداث فوضى للتخلص منها بحجة انها غير قادرة على ضبط الامن في الضفة الغربية، وبالتالي محاولة افشال حركة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
امام هذا الصلف الذي يمارسه الكيان سواء في غزة او الضفة الغربية فهو لا يفرق بينهما، على السلطة الفلسطينية ان تتخذ موقفاً حازماً وتنبذ خلافاتها مع حركة المقاومة، فما قدمته المقاومة في السابع من اكتوبر لمسيرة القضية الفلسطينية وللسلطة بالتحديد من أوراق سياسية ان احسنت استثمارها ستكون الدولة الفلسطينية حقيقة واقعة على المدى القريب والقريب جداً.
ولكن هل خطاب رئيس السلطة الفلسطينية في قمة المنامة يبشر بموقف ينسجم مع نتائج السابع من اكتوبر وتضحيات الشعب الفلسطيني العظيم؟ اشك بذلك، وعليه يجب على الفلسطينيين في الضفة ان يسقطوا هذه السلطة من حساباتهم فقد اصبحت عبئاً على نضالات هذا الشعب، كما ان النخب الفلسطينية في الشتات عليها دور تاريخي ويكفي هذا الانكفاء وترك الامر بيد السلطة الفلسطينية، فتحرك هذه النخب بشكل منظم قد يحدث فارق كبير يكون اهم أدواره إسناد المقاومة سياسياً بعد ان جبنت السلطة في اخذ هذا الدور، وكذلك النظام الرسمي العربي.
اجتماع مجموعة من الشخصيات الفلسطينية في لندن مؤخراً لدعم المؤتمر الوطني الفلسطيني خطوة في الاتجاه الصحيح، اهم نقطة في التحضير لهذا المؤتمر ان يكون مستقلاً وبعيداً عن الاستقطاب او الاحتواء، فالمال الفلسطيني الوطني موجود، وكذلك الكفاءات الفلسطينية المنتشرة في العالم قادرة ان تجعل من هذا المؤتمر نقطة تحول في مساندة المقاومة وإحداث ازاحة حقيقية في مسار القضية الفلسطينية، واستثمار هذا الدعم العالمي غير المسبوق للفلسطينيين ولقضيتهم العادلة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=70899