شذى الصباغ حاضرة في رمضان.. حزن وشوق وغصة من ترك قتلتها بلا حساب

جنين – الشاهد| تواسي الحاجة “أم معتصم” والدة الصحفية شذى الصباغ نفسها وهي تنظر إلى عدد من الصور المحيطة بها والموضوعة على الحائط لها، والتي قتلتها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية قبل قرابة 60 يومًا في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.

وتشعر الصباغ بخلو المنزل عقب اغتيال شذى (21 عامًا) وقبلها معتصم برصاص الاحتلال في مارس 2023، وباتت تقضي معظم وقتها وحيدة مع صورهما.

ورغم دخول شهر رمضان المبارك، لم يختلف حال “أم معتصم” أبدًا ولم يتغير شيء من نمط يومها المستمر منذ يوم استشهاد شذى، سوى بمزيد من الألم والحزن والشوق لها.

“أصعب رمضان يمر علي”، تقول والدة شذى وهي تغالب دموعها، وتصف كيف استقبلت أول أيام الشهر الفضيل بعد استشهاد شذى مع إعلان ثبوت هلال رمضان، “أحسست بالاختناق، وبكيت طويلًا”.

تغالب دموعها وبصوت باكٍ تقول: “كانت شذى تصر على تجهيز السحور معي يوميًا وتيقظنا جميعًا، أين هي الآن؟ قتلتها أجهزة أمن السلطة وتركتني مع ذكرياتها”.

ضحايا السلطة

وشذى الصباغ هي واحدة من بين 7 ضحايا قتلتهم أجهزة أمن السلطة بدم بارد خلال هجومها على مخيم جنين لتصفية المقاومة وعناصرها فيه.

وحرمت رصاصات أجهزة السلطة عائلة الصباغ من أن تجمعهم سفرة واحدة في كل رمضان إذ اعتادت الأم الصابرة على الدعاء عند كل آذان لها بـ”الله يرضى عنك يما ويعلي مراتبك”.

وتشير إلى أن: “هذا أول شهر لرمضان يأتي علينا بعد استشهاد شذى كأصعب أيام حياتي.. معتصم وشذى لم ولن يرحلا عن عيني وقلبي”.

حال عائلة الصباغ كما عائلات مخيم جنين التي لم تستقبل شهر رمضان كالمعتاد، فكثير من شبابه استشهدوا واعتقلوا، وعدد آخر منهم مهدد بالاغتيال أو الاعتقال من الاحتلال والسلطة.

“أم معتصم” تشعر بغصة في قلبها من أن قتلة ابنتها شذى لا يزالون طلقاء أحرار لم ينالوا جزاء جريمتهم البشعة التي اقترفوها ضدنا.

وشذى كانت متجهة برفقة أطفال شقيقتها إلى بقالة قبب منزلها حين فاجأها قناص من عناصر السلطة وأطلق النار باتجاهها.

وتدرس بقسم الإعلام الرقمي بجامعة القدس المفتوحة، وكانت تعمل صحفية حُرة مع عدد من وكالات الأنباء المحلية

ونشطت الصباغ بتوثيق وتصوير اقتحامات الاحتلال لمدينة ومخيم جنين ومساعدة زملائها الصحفيين خلال جولاتهم بالمخيم، وتقدم المعلومات والبيانات لهم يوميا.

الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=84360