منعوه من وداع أمه.. “أبو الهيجا” يواصل إضرابه عن الطعام في سجون السلطة

منعوه من وداع أمه.. “أبو الهيجا” يواصل إضرابه عن الطعام في سجون السلطة

جنين – الشاهد| يواصل المعتقل السياسي في سجون أجهزة السلطة عماد أبو الهيجا من مخيم جنين شمال الضفة الغربية إضرابه عن الطعام لليوم الـ 11 على التوالي بسبب رفض السلطة الإفراج عنه رغم حصوله على قرار بإخلاء السبيل في الـ 12 من الشهر الجاري، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على والدته التي توفيت.

أبو الهيجا كان قد خاض في يوليو 2022، إضراباً مماثلاً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، لمدّة أسبوع، بهدف السماح له بلقاء والده المعتقل منذ عام 2002.

ويقبع عماد أبو الهيجاء منذ 12 ديسمبر 2024، في سجون أجهزة السلطة، وينقل على نحوٍ متكرر بين سجن جنيد في نابلس، وسجون أخرى في جنين، وذلك للحيلولة دون تمكن المحامي الخاص به من زيارته أو حضور جلسة محاكمته.

وقالت دانيا قبها زوجة أبو الهيجاء: “إن المحامي حضر طوال الأشهر الماضية ثلاث محاكمات لزوجها المعتقل، فيما عقدت الجلسات الأخرى غيابياً، دون علمه أو حضوره، وغالباً قبل الموعد المحدّد لها، إذ لم يتمكن عماد من لقاء محاميه سوى في الجلسات الثلاث، بل منعت السلطة الفلسطينية المحامي نفسه من زيارة موكله في المعتقل”.

وطوال فترة اعتقال عماد كانت والدته تعاني من ظروفٍ صحية صعبة وتتلقى العلاج في مستشفيات مدينة رام الله، ولم يكن يعلم عماد عن مرض والدته إلّا في الثامن من الشهر الجاري، أي قبل وفاتها بأربعة أيام فقط.

وفي نفس الوقت، علم أيضاً أن شقيقته بنان، التي كانت ترافق والدته في المستشفى، قد اعتقلها الاحتلال وحوّلها للاعتقال الإداري، كان هذا عبر اتصال هاتفي تسمح به الأجهزة الأمنية مرة كل أسبوعين أو ثلاثة، ويمتد لدقيقة واحدة فقط، يجريه عماد مع عائلته، بحسب زوجته.

وتشير قبها إلى أن عائلة المعتقل السياسي قدمت عشرات الطلبات لإخلاء سبيل زوجها، ولم تجرِ تلبيةُ أيّ طلب منها، إلّا في يوم وفاة والدته إذ صدر قرار قضائي بالإفراج عنه.

وقالت: “انتظرنا حتى ساعات عصر ذلك اليوم على أمل أن يتمكّن من المشاركة في دفنها، لكن الأجهزة الأمنية لم تنفذ قرار الإخلاء”، وتقول قبها: “رفضوا الإفراج عنه، فدخل في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على ذلك. عرفنا عن إضرابه من خلال طواقم مؤسّسة الضمير لحقوق الإنسان، التي زارت السجن وليس عماد نفسه، لكنه أبلغهم بإضرابه خلال الزيارة تعبيراً عن رفضه عدم الإفراج عنه، وعلى منعه من وداع والدته، واستمرار اعتقاله دون أي مسوغ قانوني”.

وحاولت أجهزة السلطة مساومة عماد في اعتقاله، وتدخل بعض الوسطاء عارضاً عليه إحضار جثمان والدته إلى السجن كي يودّعها لكنّه رفض ذلك رفضاً قاطعاً، وردّ عليهم: “لا أودّع أمي إلا خارج السجن”.

وهذا موقفه الذي لم يتزحزح عنه وبدأ بالإضراب عن الطعام بناءً عليه، كما تروي زوجته. وتقول الزوجة: “وصلتنا رسائل عبر وسطاء أن عماد فكّ إضرابه عن الطعام، لكننا لا نثق بهذه الأنباء، لأنّ زيارة المحامي ما زالت ممنوعة، ولم يصلنا منه أي اتصال حتى الآن.

إغلاق