الانتخابات في ظل الإقصاء.. تكريس للانقسام وتعميق للتيه السياسي

الانتخابات في ظل الإقصاء.. تكريس للانقسام وتعميق للتيه السياسي

رام الله – الشاهد| حذر الحقوقي عمار دويك من أن عدم إجراء الانتخابات أو إجرائها في ظل الإقصاء سيؤدي إلى تكريس الانقسام وتعميق شرذمة النظام السياسي الفلسطيني، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التيه السياسي ويُبدد فرص التقدم السياسي والاجتماعي.

وقال دويك في مقال إن إعادة بناء النظام السياسي لم يعد رفاهية أو خيارًا قابلاً للتأجيل، بل ضرورة وطنية وجودية تتطلب اتخاذ خطوات عاجلة.

وأوضح أن إجراء الانتخابات على أسس توافقية، مع توفير الظروف القانونية والسياسية الملائمة، يشكل المدخل الأهم لاستعادة شرعية التمثيل وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير.

وأشار دويك إلى أن الانتخابات التوافقية قادرة على إفشال المشاريع الإسرائيلية التي تهدف لطمس الهوية الوطنية وتقويض الوجود الفلسطيني، مشيرا إلى أهمية استثمار المكاسب السياسية الراهنة وحالة التعاطف الدولي غير المسبوقة مع القضية الفلسطينية.

ونبه إلى أن حالة التشكيك المحلية والدولية تضع على عاتق اللجنة التحضيرية لانتخابات المجلس الوطني مسؤوليات جسيمة، وضرورة أن تبعث برسائل واضحة للداخل والخارج تؤكد الجدية بالمضي قدمًا نحو إجراء الانتخابات.

وأشار إلى أن ذلك يستلزم فتح حوار وطني شامل مع مختلف القوى السياسية، يتناول القضايا الجوهرية، وبمقدمتها شروط المشاركة في الانتخابات، ولا سيما مسألة الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية والالتزام باتفاقاتها الدولية.

وأوضح دويك أن بعض الجهات الدولية تفرض هذه الاشتراطات، بينما يرى كثير من الفلسطينيين ومؤسساتهم أنها قد تؤدي إلى إقصاء قوى سياسية رئيسية وتحويل الانتخابات إلى عملية مفصلة على “المقاس الدولي”.

ونبه إلى أن ذلك يكرّس الانقسام بدل تجاوزه ويقوّض إمكانية إجراء انتخابات تنافسية وتعددية حقيقية.

وختم دويك: “المرحلة الحالية تتطلب إرادة وطنية حقيقية لإعادة بناء النظام السياسي بما يعزز الوحدة ويصون الهوية الوطنية”.

إغلاق