من القيادة إلى التعليق.. أزمة النظام السياسي الفلسطيني

من القيادة إلى التعليق.. أزمة النظام السياسي الفلسطيني

رام الله – الشاهد| خط الكاتب الفلسطيني أمجد شهاب مقالاً حول أزمة قيادة السلطة في الدفاع عن الفلسطينيين وفشلها في أن تكون على قدر ما يجري للشعب الفلسطيني من إبادة وتجويع منذ قرابة العامين، وفيما يلي نص المقال كاملاً.

في ظل العدوان والتطهير العرقي على قطاع غزة وتعمق الانقسام الفلسطيني الداخلي وغياب وتآكل المؤسسات التمثيلية الفلسطينية، نلاحظ استمرار ظاهرة فريدة من نوعها بين النماذج الاخرى في التاريخ في أداء قادة الفصائل الفلسطينية والمسؤولين السياسيين والناطقين باسمهم، فبدلا من ان يكون دورهم الرئيسي فاعلا في تحشيد الراي العام وتوحيد الصف الوطني والطاقات والامكانيات والقدرات ورسم الاستراتيجيات والبرامج واتخاذ القرارات والاجراءات لمواجهة الاحتلال والعدوان وافشال خططه وتحمل المسؤولية كقادة ميدانين ، اصبح دورهم محرد قيادات “متفرجة”، الغالبية العظمى منهم تمارس وتأخذ دور “المعلقين” حيث يظهرون على الشاشات لوصف الواقع الاليم يشرحون ما تقوم به اسرائيل ضد شعبهم وباتت العبارات الجاهزة والمتكررة متشابهة ومملة مع غياب شبه كامل لاي مبادرات فعلية او ادوات تغيًر حقيقية في الواقع الميداني الاليم.

وهذا يعبًر عن أزمة حقيقية في النظام السياسي الفلسطيني الذي اصبح “معطلا” بسبب الازمة البنيوية الحادة في المشهد العام الذي تسيطر علية حالة من الفشل والعجز والشلل غير مسبوقة من جمود وترهل، إذ تغيب الشرعية الانتخابية الدستورية والعمل الميداني مع مصادرة الارادة الشعبية، لدرجة ان قادة الفصائل، غادروا مربع النضال في الميدان واستسهلوا ” شغلة” لعب دور المعلق والمحلل لمعاناة شعبهم عوضا عن ان يكونوا في مقدمة الصفوف لمواجهه مخططات الاحتلال وافشالها.

إن تغييب ارادة الشعب والاستمرار باصدار المراسيم الرئاسية غير القانونية والتي تتعارض مع القانون الاساسي الفلسطيني بدل التشريع البرلماني الشعبي الذي تم اغلاق مجلسه التشريعي منذ عام 2007 حتى اليوم مع غياب كامل للمساءلة والمراقبة وفقدان الثقة بالمؤسسات الفلسطينية واستبعاد فلسطينيي الشتات الغائبين عن المعادلة والمشاركة في صنع القرار ، مما ادى الى تعميق ازمة النظام السياسي مع غياب مشروع وطني جامع، إذ ان السلطة لا تملك ادوات لحسم الخلافات عبر المؤسسات في ظل غياب رؤية لمواجهة الاحتلال او تحقيق المصالحة الوطنية احدى اهم الركائز للصمود وتطوير وتوحيد اشكال النضال والكفاح المثمر الذي يؤدي الى تحقيق الاهداف الوطنية العليا في نهلية المطاف.

ولأن الهياكل القيادية تحولت الى هياكل “مغلقة” تدار بمنطق المحاصصة والولاء الشخصي والحزبي وليس الكفاءه والخبرة والمهنية …ا. كل ذلك ادى الى انكماش دور المؤسسات الشعبية مثل الاتحادات والنقابات والجامعات والجمعيات … ادى ذلك الى جفاف في الفضاء السياسي العام، مما جعل المتنفس الوحيد هو الظهور على شاشات الفضائيات العربية والدولية والتلفزة الرسمية دون اي اثر فعلي على مجريات الامور..؟!.

وأصبح السؤال المتكرر لدى المواطن العادي ، هل القيادة الفلسطينية ما زالت توهم نفسها أنها قيادة أم جزء من الجمهور المراقب فقط فيما يحدث من تصفية مرعبة للقضية الفلسطينية العادلة ؟.

فالشعب الفلسطيني ليس بحاجة لمن يقف امام كاميرات الفضائيات لشرح ما يعانية يوميا بل يحتاج الى من يقف معه في الميدان ويتحمل المسؤولية المناط بها بالفعل وليس العروب الى التحليل السياسي الذي هو اختصاص المحللين المختصين…..

لم تعد اغلبية الفصائل تمثل مشاريع وطنية جماعية بل منظمات فردية للظهور والتعليق والتكرار الخطابي والشعاراتي الفارغ ، وما زاد الطين بلة، ان ضعف البناء المؤسسي جعل قراراتها غير ملزمة لاحد عدا انها عادة تأتي مثاخرة كثيرا مما ادى الى ارتهانها وارتباطها بالمشهد الاعلامي لا الميداني..؟!
اذا لم تجدد القيادات والنخب السياسية نفسها وادواتها وتراجع ادوارها وتفتح المجال لتداول الادوار فانها ستبقى عالقة في دور “المتفرج” بينما القضية الفلسطينية تتآكل امام اعين الجميع. فهل ، من يعلق الجرس ؟ فالخطر بات وشيكا ويهددنا جميعا بلا استثناء .

إغلاق