تصريحات سموتريتش.. صفعة واذلال جديد في وجه المطبعين والمتخاذلين

رام الله – الشاهد| خط الكاتب الفلسطيني اسماعيل الريماوي مقالاً حول تصريحات وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، حول ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، وتهديده السلطة بالسحق حال رفعت رأسها أمام الاحتلال، وفيما يلي نص المقال كاملاً.
لا يمكن النظر إلى تصريحات بتسلئيل سموتريتش حول فرض السيادة على الضفة الغربية بوصفها مجرد زلة لسان أو خطاباً دعائياً داخلياً، بل هي إعلان صريح عن جوهر المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، الذي يواصل التمدد بلا توقف، ضارباً عرض الحائط بكل أوهام التسوية والسلام، هذه التصريحات ليست جديدة في مضمونها لكنها جاءت واضحة فجة، خالية من أي قناع دبلوماسي، لتكشف أن الضفة الغربية في العقل السياسي الصهيوني هي أرض إسرائيلية بقرار أحادي، وأن أي وجود فلسطيني فيها مجرد تفصيل ثانوي محكوم بالرضوخ أو التصفية.
الصفعة الأكبر في تصريحات سموتريتش أنها جاءت لتفضح أوهام المراهنين على التطبيع مع إسرائيل، الذين بشّروا شعوبهم بأن الانفتاح على تل أبيب سيجلب لهم السلام والازدهار والأمن، فإذا بهم يواجهون الحقيقة من فم أحد قادة الاحتلال: إسرائيل لا تعترف إلا بنفسها، ولا ترى في الآخرين سوى أدوات لخدمتها أو فرائس تنتظر ابتلاعها، إن فرض السيادة على الضفة ليس مجرد خطوة سياسية، بل هو تتويج لسنوات من الضم الزاحف الذي حوّل الأرض الفلسطينية إلى كنتونات معزولة، وأبقى الشعب الفلسطيني تحت رحمة المستوطن والمجند الإسرائيلي.
أما السلطة الفلسطينية، فقد تلقت من سموتريتش إهانة علنية حين لوّح بـ “نسفها” إذا تجرأت على رفع رأسها أو المساس بإسرائيل، وهذه اللغة ليست استثناء بل هي التعبير الحقيقي عن نظرة الاحتلال للسلطة باعتبارها جهازاً وظيفياً يتكفل بضبط الفلسطينيين نيابة عنه. المفارقة أن السلطة رغم ذلك ما زالت متمسكة بالوهم، منسحبة إلى مربع التنازلات، مقيّدة نفسها بشرط الاعتراف بإسرائيل في أي استحقاق انتخابي أو مشروع للوحدة الوطنية، وكأنها تؤكد مراراً أنها أسيرة الالتزام الذي فرضه اتفاق أوسلو عليها منذ ثلاثة عقود و تريد فرضه على غيرها من القوى الفلسطينية الأخرى.
ما يغيب عن بال المطبعين والسلطة على السواء أن إسرائيل لم تُخف يوماً مشروعها الاستيطاني ولم تتراجع عنه، بل صرّح به قادتها مراراً، وها هم اليوم يعلنونه بلا تردد: الضفة الغربية أرض إسرائيلية والسيادة الحقيقية بيد الاحتلال، وأي كيان فلسطيني يجب أن يظل خاضعاً أو أن يُزال من الوجود، إن من يتشبث اليوم بالرهان على التسوية أو التطبيع إنما يتجاهل حقائق التاريخ والجغرافيا والسياسة، ويضع نفسه في صف الخذلان، بعيداً عن مسار المقاومة الذي أثبت أنه القادر على كبح الاحتلال وإجباره على التراجع.
بهذا المعنى، فإن تصريحات سموتريتش لا ينبغي أن تُقرأ كمجرد موقف متطرف لشخص بعينه، بل كمرآة لسياسة إسرائيلية راسخة تسعى إلى تكريس الضم وإلغاء أي أفق لحل عادل، ومن هنا فإن الرد الفلسطيني والعربي لا يمكن أن يكون بالاستمرار في وهم التفاوض أو التمسك بمسار التطبيع، بل بالعودة إلى الوحدة على قاعدة المقاومة ورفض الشروط الإسرائيلية جملة وتفصيلاً.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=93526
 
        



