“حماية وطن” بذكراها الأولى.. القناع الأمني لحملة اجتثات المقاومة بجنين

جنين – الشاهد| في 14 ديسمبر 2024، أطلقت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حملة أمنية بعنوان “حماية وطن”، استهدفت مخيم جنين ومحيطه شمالي الضفة الغربية، بزعم منع تدهوره أمنيًا.
لكن ما حدث على الأرض كان مخالفًا تمامًا وتحولت لواحدة من أكثر الحملات الأمنية خيانة بتاريخ السلطة.
فقد مهدت الطريق لاقتحام إسرائيلي غير مسبوق تسبب بتدمير واسع وتهجير مئات العائلات واستشهاد واعتقال مقاومين.
وعلى مدار شهر ونصف، لاحقت أجهزة السلطة عشرات المقاومين ونفذت مداهمات واعتقالات طالت عناصر بارزة من كتيبة جنين وفرضت حصارًا خانقًا .
الحملة شملت ملاحقة قادة المقاومة ومصادرة أسلحة ونقل المعتقلين لسجون السلطة دون محاكمات.
كما راح ضحيتها أبرياء بينهم صحفية وفتى لا ذنب لهم سوى أن بطش أمن السلطة فاق كل تصور.
واستعملت دوريات مصفحة وقذائف آر بي جي باستهداف المقاومين الذين أكدوا مرارًا وتكرارًا أنهم لا ينوون قتل أو إصابة أي من عناصر السلطة ومستعدون للحوار لكنها تعنت ورفضت أي حلول.
وفي يوليو 2023، وبعد أيام قليلة من انتهاء الحملة، شن الاحتلال عملية اجتياح ضخمة لجنين، مستخدمًا الطائرات والدبابات، مع غياب شبه تام للمقاومة.
مراقبون رأوا أن الحملة الأمنية ساعدت على إضعاف البنية التحتية للمقاومة وأدت إلى تآكل حواضنها.
حملة خيانة وطن
الكاتب السياسي ياسين عز الدين وصف الحملة في الذكرى السنوية الأولى لها بأنها “خيانة وطن”.
وأوضح عز الدين في تغريدة أن السلطة سلمت جنين لقمة سائغة للاحتلال تحت شعار زائف.
وقال: “ادعوا أن الحملة لحماية المخيم من الدمار، لكن النتيجة كانت تدميرًا شاملًا وتهجيرًا واستشهاد عشرات المقاومين.. ما حدث جريمة لن ينساها التاريخ”.
ولا تزال آثار حملة “حماية وطن” قائمة حتى اليوم، إذ يقبع عدد من المقاومين بسجون السلطة، وآخرون في مطاردة مستمرة.
كما تتواصل عمليات الاقتحام الإسرائيلية لمخيمات شمال الضفة بوتيرة متسارعة.
وإزاء كل ذلك، تواصل أجهزة أمن السلطة اجتماعاتها لاستكمال حملة “حماية وطن” بجنين وغيرها من المخيمات ضمن خطتها مع الاحتلال لإنهاء المقاومة في الضفة.
الدعوات لمحاسبة المسؤولين عن الحملة وكشف أهدافها الحقيقية لم تتوقف، مع انفضاح أن بعض عناصرها كانت على تنسيق مباشر مع الاحتلال.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=98297





