فضيحة فساد مدوية.. اختفاء أموال تقاعد العسكريين في السلطة.. من سرقها؟

رام الله – الشاهد| كشف القيادي التاريخي في حركة فتح سميح خلف عن واحدة من أخطر فضائح الفساد داخل أروقة السلطة الفلسطينية، مؤكدًا أن ما يجري بحق المتقاعدين العسكريين جريمة موصوفة بحق آلاف الضباط الذين أفنوا أعمارهم في خدمة المشروع الوطني.
وقال خلف إن الفساد بات ينخر كل مفاصل السلطة المدنية والعسكرية دون حسيب أو رقيب.
وأشار إلى أن إحالة 684 عميدًا وعدد من الألوية إلى التقاعد دفعة واحدة بموجب القرار رقم (9) لسنة 2025 الصادر في 1/4/2025، تحولت إلى عملية إذلال جماعي.
وأشار إلى أنه يجري ترك هؤلاء منذ ذلك اليوم بلا رواتب أو حقوق تقاعدية وكأن السلطة ررت شطبهم من الوجود.
وأوضح خلف أن المتقاعدين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أبريل الماضي، أي منذ 9 أشهر، رغم أن حقوقهم مكفولة قانونًا.
وكشف عن أن كل محاولات التفاوض مع هيئة التقاعد ووزارة المالية باءت بالفشل، في ظل صمت يرقى إلى التواطؤ.
وبيّن خلف أن الفضيحة لا تتوقف عند حجب الرواتب وتمتد إلى نهب منظم للمستحقات، إذ لم تصرف حتى الآن أي دفعة من مكافأة نهاية الخدمة، رغم أن هؤلاء الضباط خدموا لأكثر من 28 عامًا، وكان يفترض حصولهم على 80% من رواتبهم الأساسية، لكن ما فرض عليهم فعليًا لا يتجاوز 30%، بعد تقليص النسب بطريقة وصفها بالسرقة العلنية.
الأخطر، وفق خلف، أن السلطة كانت تقتطع 10% من رواتبهم طوال سنوات خدمتهم، فيما تعترف هيئة التقاعد بأن هذه الأموال لم تصلها أصلًا وصندوق التقاعد “فارغ”، في اعتراف صريح يكشف ضياع ملايين الشواقل دون أي مساءلة.
وتساءل: أين ذهبت هذه الأموال؟ ومن سرقها؟ وهل نهبت في وزارة المالية أم المالية العسكرية؟ ولماذا لم تحال هذه القضية إلى النائب العام أو هيئة مكافحة الفساد؟ أم أن الفساد بات محميًا من أعلى المستويات؟.
وأكد القيادي بفتح أن المستهدفين ليسوا عشوائيين، بل هم تحديدًا كوادر الانتفاضة الأولى وأسرى محررون شكلوا العمود الفقري للنضال الوطني.
واعتبر أن ما يجري هو تصفية سياسية مغطاة بشعارات “الإصلاح”، ورضوخ لإملاءات إسرائيلية ودول مانحة تهدف إلى تفريغ الساحة من أي إرث نضالي.
وختم بأن ما يحدث ليس مجرد فساد مالي بل انقلاب كامل على القيم الوطنية وفضيحة أخلاقية وسياسية من العيار الثقيل، مؤكدًا أن قرارات ومراسيم عباس بعنوان الإصلاح ليست سوى غطاء لانهيار شامل، وأن الواقع وصل إلى مرحلة كارثية لا يمكن التستر عليها بعد اليوم.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=98834





