شذى الصباغ.. صوت قتلته السلطة فصار أقوى

جنين – الشاهد| في مساء بارد من شتاء جنين، بتاريخ 28 ديسمبر 2024، خرجت شذى الصباغ من منزلها كعادتها، تلتقط أنفاسها بين ضجيج المخيم.
كانت تمسك بكاميرتها بيد، وطفلين من أبناء شقيقتها بيد أخرى.. حينها لم تكن تلاحق خبرًا عاجلًا أو تغطي اقتحامًا.. كانت فقط تمشي.
لحظات قليلة، ثم صمت مفاجئ.. طلقة واحدة اخترقت جدار الحياة واستقرت في رأسها.
سقطت شذى عند باب منزلها.. لا مقاومون في الزاوية ولا اشتباك مسلح.. فقط قناص يتمركز على سطح قريب من أجهزة أمن السلطة.
القناص كان يعلم أين يوجه رصاصته كما لو أنه يعرف أن هذه الصحفية تحديدًا، تزعجه.
نقلت شذى إلى مستشفى جنين الحكومي، لكن النزيف كان أوسع من قدرة احتمالها.. ساعات فقط، ثم أعلن خبر رحيلها.
رحيل لم يفجع عائلتها فقط، بل هز المخيم ومن عرفها وقرأ اسمها على التقارير الميدانية وسمع صوتها بالتغطيات المباشرة.
شذى، التي لم تتجاوز 21 عامًا، لم تكن طالبة إعلام فقط. كانت ابنة الميدان وصوتًا لكل ما أراد العالم أن يغض البصر عنه.
وثقت اقتحامات الاحتلال ودعمت زملاءها بالمعلومة والصورة وساعدت حتى الأطفال في فهم ما يعنيه أن تكون جنين.
قبلها، استشهد شقيقها “معتصم” في مارس 2023 برصاص الاحتلال.. واليوم، كانت هي التالية.
والدتها “أم معتصم” تقضي يومها بين صورهما، بالكاد تستطيع النوم.. تقول: “كان عندي وردتين، قطفوهن وحدي وحدي”.
عام كامل مضى لكن السلطة تتهرب من جريمتها.. والقاتل لا يزال حرًا، والرصاصة لا تزال عالقة في الذاكرة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=98944





