شراء المواطنين لوازم العلاج.. فضيحة جديدة لوزارة الصحة ومستشفياتها

رام الله – الشاهد| يبدو أن الأزمات التي تلاحق المواطنين جراء تردي الخدمة الصحية لن تنتهي قريبا، حيث اشتكى المواطنون من غياب مستلزمات العلاج داخل مستشفى رام الله الحكومي، حيث بات مطلوبا من المواطنين أن يدفعوا الضرائب ليحصلوا على التأمين الصحي، ثم يقوموا بشراء لوازم العلاج على حسابهم الشخصي.

وسرد الناشط جاد القدومي تفاصيل ما حدث معهم، حينما اضطروا للذهاب للمستشفى لعلاج ابن أخته، ولم يجدوا أدوات العلاج متوفرة هناك، وطلبت منهم إدارة المستشفى أن يقوموا بشرائها من الخارج.

ودوَّن القدومي منشورا جاء فيه: “مستشفى رام الله الحكومي.. وصل ابن اختي لمستشفى رام الله لعملية جراحية لاستئصال المرارة.. لما وصل أخبروه انه لا يتوفر معدات واذا بدكم تعملوها روحوا اشتروا المعدات على حسابكم الشخصي”.

وأضاف: “مريض يشتري معدات طبية خاصة بعملية جراحية ؟!.. كيف هذا؟!.. بالكم ليش فش معدات ؟.. المورد مش راضي يبيع الحكومة لانها ما بتدفع ثمن الأدوات.. النتيجة: التوجه لمستشفى خاص ودفع مبلغ رغم انه حامل للتأمين الصحي الحكومي”.

كما كتب قريبته نسرين القدومي مستنكرة هذا السلوك من إدارة المستفى، وعلقت بقولها: “الي عندو عمليه بمستشفى رام الله ياخذ عدته معه لانه فش عده.. وبالمرة ياخذ علبة مسكن للاحتياط لانه في نوع مش متوفر كمان حقه ٢٠ شيكل.. والي بعرف يمنشن لرئيس الوزراء ووزير الماليه ووزيرة الصحة يمنشنلهم في التعليقات لو سمحتوا لانه مش زابط معي”.

وتفاعل المواطنون مع قصة الناشط القدومي، حيث اتهموا وزارة الصحة بالفشل في تقديم خدمة طبية تليق بالمواطنين، موضحين أن انعدام الادوية والمستلزمات الطبية يشير الى فساد كبير داخل أروقة الوزارة ومراكزها الصحية.

وكتب المواطن محمد منصور، كاشفا عن قصة مشابهة حدثت مع أحد أصدقائه، وعلق قائلا: “الحمد لله.. كالعادة.. مرة كنت بزيارة مع شب مريض.. دخل واحد في مفك بعينه ماسكه راح عالطوارئ.. رفضوا يدخلوه عالطوارئ الا لما سجل ودفع.. وعين الزلمة المفك فيها وبتنزف”.

اما المواطنة فاتن علي، فسخرت من مدى تردي الخدمة الصحية داخل المستشفيات الحكومية، وعلق بالقول: “الله يسامحكم لي ما شريتوهم بدل الخاص.. يعني لازم نوقف مع حكومتنا.. الحمد لله ع سلامته”.

أما المواطن محمد معالي ابو زيد، فرأى أن ما يجري يعبر بوضوح عن وجود فساد داخل المركز الصحية الحكومية، بهدف دفع المواطن للذهاب للمستشفيات الخاصة، وعلق قائلا: “اهمال متقصد وممنهج عشان يشغلو المستشفى الخاص الي اغلب المتنفذين في البلد مساهمين فيه”.

فشل متكرر

هذا الفشل الكبير للوزارة لا يقتصر على محافظة رام الله، بل يتعداه الى غالبية محافظات الضفة، حيث أعلنت نقابة الأطباء قبل عدة أيام إغلاق غرف العمليات في مستشفى جنين وإلغاء قوائم الجراحية.

وأشارت نقابة الأطباء في بيان مقتضب، الى أن الإغلاق يعود لعجز العدد في أطباء التخدير.

واتهمت النقابة، وزيرة الصحة مي الكيلة ومدراء الوزارة بـ”اللامبالاة” في سد العجز الموجود في الأطباء.

ويواجه مستشفى جنين الحكومي خطرًا كبيرًا مع استمرار سحب وزارة الصحة بحكومة اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية أحد الأطباء منها، وعدم تعويضه عن نقص الأطباء.

نقابة الأطباء في الضفة الغربية بدورها حذرت من خطورة مواجهة مستشفى جنين نقصًا مضاعفًا في عدد أطباء التخدير مع استمرار تقصير حكومة اشتية تجاهه.

وقال رئيس اللجنة الفرعية في النقابة الأطباء طارق أبو الرب إن أطباء قسم التخدير في مستشفى جنين الحكومي قرروا التصعيد النقابي بإغلاق غرفتي عمليات، تنديدًا بالنقص المضاعف في عددهم.

وذكر أنه يضم 5 غرف عمليات جراحة، و4 أطباء تخدير؛ أحدهم أجرى عملية جراحية وبدأ إجازة استشفاء لشهرين، في حين سحبت الوزارة طبيبًا من المستشفى، وهو ما فاقم الأزمة.

 

 

إغلاق