متورطة حتى النخاع.. السلطة تلبس ثوب الحامي عن أهالي الخليل في وجه الفلتان

متورطة حتى النخاع.. السلطة تلبس ثوب الحامي عن أهالي الخليل في وجه الفلتان

الضفة الغربية – الشاهد| تحاول السلطة الظهور بمظهر الحامي لأهالي الخليل من الفلتان والفوضى، عبر إيفادها لزياد هب الريح وزير الداخلية في حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية إلى المحافظة بعد محاولات اغتيال لأعضاء المجلس البلدي في المحافظة.

هب الريح والذي وصل الليلة الماضية للخليل، قام باجتماعات عدة مع أجهزته الأمنية وبعض العشائر ليوحي لهم أنه يقوم بعمله من أجل وقف الفلتان الذي يضرب المحافظة، والذي يقنع أصغر طفل في الخليل أن السلطة تقف خلفه، وأن السلاح المستخدم في تلك الجرائم هو سلاح أجهزة السلطة.

وجاء اعتراف كتلة فتح في المجلس البلدي للخليل بأن قرارات عليا طلبت منهم الانسحاب من المجلس البلدي في محاولة لإسقاطه، وصب الزيت على نار الفتنة التي أشعلتها زعران السلطة في المحافظة، لتشكل دليلاً إضافياً على أن ما يجري في المحافظة هو مخطط تقوم به السلطة ومن خلفها الاحتلال لحرف الأنظار عن المقاومة المتصاعدة بالضفة، واشغال الخليل بالصراعات الداخلية بدل التوجه لمقاومة الاحتلال.

شعارات كاذبة

هب الريح قال إن مؤسسته الأمنية ستقوم بكل ما هو مطلوب منها لفرض الأمن في مدينة الخليل، وضمان الالتزام بالنظام وعدم السماح لأية مظاهر مخالفة للقانون، مضيفاً أن ما يحدث في الخليل يهدد الأمن والسلم الأهلي، وأن وأد الفتنة بات مطلوبا من جميع الحكماء في المحافظة.

وحذر من مغبة استمرار هذه الحالة المرفوضة مجتمعياً، لما لها من تداعيات خطيرة على سلامة وأمن كل المواطنين، بما يعزز من الفوضى والفلتان الأمني.

في المقابل، فإن الوقائع على الأرض تكذب هب الريح ومن خلفه قيادة السلطة، إذ سجلت غالبية تلك الجرائم ومنذ سنوات ضد مجهول، ولم يتم القبض على أي من المجرمين.

حتى أولئك الذين عرفوا بالاسم وصوروا بكاميرات المراقبة والمتورطين في قتل الناشط نزار بنات، أفرج عنهم بعد اعتقال في فندق تارة وفي مقر أمني تارة، وفي كلية الاستقلال تارةً أخرى، ولديهم من الإمكانيات خلال فترة احتجازهم ما لا يوجد في فنادق 5 نجوم.

زيارة اشتية للمحافظة

اشتية والذي زار المحافظة قبل أكثر من عامين، وعد كما وعد هب الريح بفرض الأمن في الخليل، والقضاء على الفلتان، بل سيكون لها النصيب الأكبر من المشارع والدعم الحكومي، وتخصيص مبلغ 30 مليون دولار لتلك المشاريع.

السلطة وفي محاولة لتأمين زيارة اشتية في مايو 2021، نشرت آلاف عناصر الأجهزة الأمنية في المحافظة، وأغلقوا الطرقات، وعدد اشتية بأن يقوم بتعزيز عدد عناصر أجهزة السلطة بـ 500 عنصر من أجل المساعدة في فرض الأمن، إلا أنه وبمجرد الانتهاء من الزيارة سحب كل العناصر معه وعاد الفلتان بعد ساعات قليلة للمحافظة.

وحازت محافظة الخليل بعد عام من زيارة اشتية على أعلى نسبة جرائم في الضفة الغربية، ووفقاً لمعطيات الشرطة، فإن العام 2022، شهد ارتفاعا في معدل جرائم القتل بنسبة 29% عن العام 2021، وأظهرت المعطيات أن أعلى نسبة جرائم سجلت في محافظة الخليل، فيما لم تسجل أريحا وسلفيت جرائم مشابهة.

بيع للأوهام

ووصف رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، وعود اشتية بأنها بيع للأوهام كالعلكة التي لا تُشبع ولا تُطعم جائعاً، لافتاً إلى أنها وعود مكررة كوعود الحكومات السابقة.

وأشار إلى أن المبلغ الذي أعلن عنه اشتية وهو 30 مليون دولار، هو عبارة عن مستحقات للمدينة من صندوق البلديات وليس دعمًا، مؤكداً أن الخليل لم تتلق دعمًا حقيقيًا من الحكومة منذ سنوات إلا بالمشاريع الصغيرة جدًا التي لا تذكر أمام الاحتياجات الكبيرة للمحافظة.

وشدد على أن غياب الأمن هو السبب الحقيقي لتزايد مشاكل إطلاق النار في المدينة، نافياً أن تكون الحكومة قد رفعت من نسبة عدد عناصر الشرطة، قائلاً: “لم يزد عدد أفراد الأمن ولا عنصر، ولا يمكن تنفيذ التنمية في ظل غياب الأمن”.

إغلاق