ماجد فرج وممعوط الذنب: هل يحتمل الوضع في غزّة العبث؟

ماجد فرج وممعوط الذنب: هل يحتمل الوضع في غزّة العبث؟

رام الله – الشاهد| كتب نزار حسين راشد.. كان والدي رحمه الله إذا حضرت المناسبة يستشهد بالمثل الفلسطيني الشائع ”ما ظل في الخُم إلا ممعوط الذنب”، حين يتصدّى أو ينتدب رجل تافه أو ليس على القدر المطلوب لحل مشكلة كبيرة!.

حين تلجأ “إسرائيل” في هذا التوقيت الحرج إلى السلطة الفلسطينية وتستعين بها، فهذا مؤشر كبير على أنها فشلت في إنجاز مهمتها في غزة تماماً، وهو ليس أقل من إعلان إفلاس، وهي تريد نقل العبء إلى كتف السلطة الفلسطينية وتحميله على ظهرها، تماماً كما حمّلتها عبء التنسيق الأمني طيلة مدة حكمها للضفة الغربية، وتولى كبره حسين الشيخ وهو ممعوط ذنب آخر من مماعيط هذه السلطة الفاشلة على كل المستويات!.

وليس غريبا أن تحني السلطة ظهرها لتنهض بالحمل، دون حسابات لقدرة ظهرها وصلابته في أن ينهض بمثل هذا العبء الذي سيكسر ظهرها بلا أدنى شك، فهل هي الرعونة التي أدمنت عليها، أم هو الخضوع الذي وطّأت له ظهرها مذ تولت المقاليد، أم هي مجرد محاولة إن فشلت فلا شيء جديد وإن نجحت احتفلنا بالعيد، وهذا هو مبدأ تفكيرها الضحل!

وبالفعل لم يضيع وقتاً وأقدم ماجد فرج وتحرّك نحو المدخل الذي حدّدته له إسرائيل والذي لا تعرف غيره منذ حاولت إنشاء روابط القرى عقب حرب حزيران١٩٦٧، الوجاهات والعشائر الغزاوية، ولأنه أيضاً تجاهل المثل الفلسطيني المعروف: قيس قبل ما تغيص، فقد اصطدم بحائط الصد الأول الرفض و”لا” كبيرة أطلقتها العشائر الغزاوية ممثلة بوجهائها وشيوخها كانت أشبه ببصقة في وجهه، فما يجهله ماجد فرج هو أن هذه العشائر تحت حكم المقاومة وحماس قد تطبعت بالوطنية والإخلاص، ولن تفرّط لا بالأرض ولا بالناس، فها هنا على أرض غزة لا توجد مقاطعة ولا قطيعاً يتربى بين أسوارها وتقدم له العلف والرشوات، والنتيجة صفعة على وجه إسرائيل وملكها الصغير نتنياهو، وصفعة أخرى على وجه السلطة المتواطئة وساعي بريدها الصغير ماجد فرج ودون كيشوتها الكبير بسيفه الخشبي ولا حاجة للتسمية.

الوضع في غزة أكبر وأكثر جدية من المراهقات والمسرحيات وحتى الرهانات الخاسرة على انهيار المقاومة تحت الضغط والحصار، فمن وراء كل ذلك يد الله التي ستحدث الاختراق في هذا الجدار وتكتب الانعتاق لهذا الشعب الذي جاهد وصابر واستحق الجزاء والمكافأة.

وربما يأتي الفرج من أي بُعد فبعد مائة وخمسين يوماً من الصمود الأهلي الشعبي ومن النجاح العسكري في إيقاع الوهن في تشكيلات الجيش الإسرائيلي وألوية نخبه وسلاح دباباته، وإرباك مؤسسته السياسية لدرجة أن تبحث في خم السلطة عن ممعوط ذنب يتطوع للدور لن تكون أبداً الغلبة للثور الذي ناطح بقرونه صخرة الإرادة حتى تثلّمت بالفعل وسيسقط منهكاً في حلبة المصارعة بعد كل هذا التخبط والهياج.

وسيصدق حديث نعيم بن حماد عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن فتنة فلسطين التي ستتردد في القرى والأمم ومصر يومئذ يدها موثقة بالأغلال حتى يأتي رجل من ريف مصر فيحرر يدها وينطلق نحو بيت المقدس فلا عجب أن تسمّت هذه الملحمة بطوفان الأقصى وليس طوفان غزة فعند الله كل شيء بقدر ولكل شيء أوان ولكل مسمّىً مغزى ومعان، وتحية لشعب غزة وعشائرها وشيوخها ووجهائها فقد نجحتم في الامتحان وقصصتم ذنب الشيطان!.

إغلاق