كتب محمد المطور: السلطة الفلسطينية وخياراتها المفقودة

كتب محمد المطور: السلطة الفلسطينية وخياراتها المفقودة

الضفة الغربية – الشاهد| كتب محمد المطور: منذ السابع من أكتوبر علت أصوات رسمية في واشنطن وعلى رأسها الرئيس الأمريكي بايدن تنادي بحل الدولتين . وهذه الأصوات والمناداة ليست جديدة فهي تتردد منذ توقيع اتفاقيات أوسلو التي تمت برعاية أمريكية .

منذ اليوم الأول لتوقيع اتفاقيات أوسلو وقبل التوقيع كان رأيي كأبن فتح ان القضية الفلسطينية قد دخلت نفقا مظلما رغم ما يظهر على السطح من مغريات وأوهام دفعت بالبعض أن يتهمني بما يشبه الجنون والخروج عن الصف الفتحاوي .

وفي العام ٩٥ خلال تأبين شهيد بعد رحلة العودة للوطن قلت في كلمتي أمام أكثر من ألف شخص ان أوسلو مصيدة دخلتم فيها وعليكم معرفة الطريق للخروج منها . قال لي البعض حينها كلام اقله انني أغرد خارج السرب .

وقبل عودة الشهيد ياسر عرفات للوطن قلت له أخ ابو عمار ما رأيك أن تبقى في الخارج كضمانة لأن الصهاينة لا عهد لهم ولا ميثاق فرد علي وكأنني كفرت ” اسيبها لمين يا خوي ما انت عارفهم ” كانت كالصاعقة على مسامعي ولكم قراءة ما بين الحروف والكلمات .

على أية حال مضت السنين القليلة بعد توقيع اتفاقيات أوسلو سيئة الصيت وتم اغتيال الشهيد ابو عمار بالسم كما يعرف الجميع وخلفه محمود عباس ومنذ اليوم الأول لسلطته تعهد لأسرائيل وأمريكا بمحاربة اي شكل من أشكال المقاومة سوى المقاومة السلمية التي لا أجد لها تفسيرا او معنى حتى اليوم . قال بالحرف طالما انا في مكتب الرئاسة سأعمل على منع المقاومة . ورأى الغالبية من أبناء فتح في مواقفه الحكمة والفلاح والحنكة السياسية العظيمة وتم محاربة القليلين من الذين لم يروق لهم هكذا مواقف استراتيجية ثابته .

مرت الأيام وبدأ الكيان الغاصب بمضاعفة مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات بشكل لم يسبق له مثيل وبدعم مالي أمريكي بالتوازي مع المواقف المعلنة بحل الدولتين من قبل واشنطن .

مع كل هذا بقي الموقف للسلطة على حاله التمسك بالرعاية الأمريكية لعملية السلام والمفاوضات ومحاربة المقاومة والتنسيق الأمني المقدس . ولا زال أبناء حركة فتح يرون الحكمة والأبداع السياسي لأبو مازن والسلطة الفلسطينية .

مفاصل كثيرة لا يتسع المقال هنا للخوض فيها حتى يوم أمس حيث استعملت واشنطن الفيتو في مجلس الأمن لأفشال المطالبة بالأعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة .

لم يكن الفيتو الأمريكي مفاجئا لأن الجهة الأكبر حرصا على منع قيام دولة فلسطينية مستقلة وصاحبة سيادة هي واشنطن رغم تكرار مواقفها التي تطالب بحل الدولتين . ولكم ان تقرؤوا المهزلة وأساليب التخدير وتعزيز وتعميق الخلافات الداخلية الفلسطينية التي تمارسها واشنطن ويتعاطى معها حزب السلطة برئاسة ابو مازن وفريقه المقرب .

أمام واقع كهذا لم يعد بيد السلطة أي خيارات كونها لا تستطيع الخروج من قفص أوسلو ولن تتجرأ لأن هذا قد يكون مكلفا للبعض الذي يغلب المصالح الشخصية على المصلحة الوطنية وقد يكون انتحارا للسلطة الفلسطينية التي قد تنهار لأن كل مفاصلها المختلفة بيد الكيان الغاصب .

بأختصار شديد لم يعد بيد السلطة الفلسطينية أي أوراق سياسية تناور بها وهي في ذات الوقت لا يمكنها او لا يمكن لحزبها الحاكم فتح تبني المقاومة او على الأقل التناغم معها ودعمها . تماما كالبالع منجل هو حال السلطة خاصة بعد فقدانها لأي شعبية فلسطينية سوى من هم متميزين جدا .

والسؤال بعد كل هذا الفشل منذ ٣٠ عاما وبعد الوضوح الكامل للدور الأمريكي والممارسات الاجرامية من قبل الاحتلال في الضفة وغزة هل من الممكن أن يكون ل م ت ف اي دور كي تعلن سحب اعترافها بالاحتلال وتتحمل النتائج التي قد تترتب على ذلك ام ان المنجل سيبقى في الحلق إلى أن تعصف بالواقع المؤلم المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية الحاصلة بعد الطوفان ..؟

إغلاق