سفارات السلطة في أوروبا.. تتخلى عن مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين

سفارات السلطة في أوروبا.. تتخلى عن مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين

الضفة الغربية- الشاهد| هــاجم مغتربون فلسطينيون سفارات السلطة في أوروبا، بعد تقصيرها في حقّهم وتهميشها لمطالبهم وعدم الاكتراث بحالتهم رغم خروجهم للتو من الأراضي الأوكرانية التي تشهد حربَا ضروسًا.

 

ووصل أربعة طلبة من أوكرانيا إلى بولندا دون الحصول على أي دعم من سفارات السلطة وأنهم تصرفوا على عاتقهم، بحب ما ذكر الطالب صهيب مفارجة.

 

"كنا قد تواصلنا مع السفارة الفلسطينية في أوكرانيا قبل المغادرة عبر البريد الإلكتروني، ولم نتلق ردا حتى اللحظة، ولم يلتفت لنا أحد" يوضح "مفارجة".

 

وندد رئيس الجالية الفلسطينية في أوكرانيا بفساد السفارات وتقاعسها تجاه قضايا الفلسطينيين الهاربين من أوكرانيا، رغم مرور الفلسطينيين بظروفٍ مأساوية.

 

  فساد السفا رات

أظهرت أزمة المواطنين الفلسطينيين العالقين في أوكرانيا مجدداً الفساد الذي ترتع به سفارات السلطة على مستوى العالم، والتي تصرف جهدها الأكبر على الحفلات والسفريات والمكاسب الشخصية.

 

ويعيش مئات المواطنين الفلسطينيين في أوكرانيا ظروفاً صعبة في ظل عدم قدرتهم على الخروج من البلد بعد اندلاع الحرب، فيما تركتهم السفارة الفلسطينية في أوكرانيا ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم.

 

وقال نائب رئيس الجالية الفلسطينية في رومانيا، السفير محمد شريح: "نواجه مشكلة في كيفية خروج الفلسطينيين من أوكرانيا، واتفقنا مع السلطات الرومانية أن يعطوهم التأشيرة حال وصولهم للنقاط الحدودية".

 

حالة التخاذل والتقاعس التي أبدتها سفارة السلطة في أوكرانيا، دفعت بالمواطنين للتساؤل عن دور تلك السفارات والسفارات الأخرى في تقديم الرعاية والدعم للجاليات الفلسطينية، وتحديداً في هكذا أوقات.

شهادات حية

هذا وتعاني شريحة الطلاب المغتربين في أوكرانيا تحديداً من صعبات جمة في توفير الحد الأدنى من متطلبات المعيشة، كما يحاول بعضهم الهروب من جحيم الحرب عبر المخاطرة بالذهاب مشياً إلى الحدود أو إلى أقرب منطقة آمنة، ولا يبدو ان سفارة السلطة ستقدم شيئا لهم.

 

وسرد بعض الطلاب تجربتهم مع الظروف الصعبة التي دفعتهم للهروب من وحل الحرب وعدم مساندتهم من قبل السفارة، إذ يقول الطالب أمين ظاهر إنه توجه لأحد الملاجئ في العاصمة ا كييف للنجاة بحياته من الحرب الدائرة في البلاد، بعد فشل محاولاته في الوصول إلى الحدود البولندية.

 

وأشار الى أنه يدرس طب الأسنان في إحدى الجامعات الأوكرانية، وقام بالهرب بصحبة الآلاف من أبناء الجالية الفلسطينية في العاصمة كييف، وسط غياب أيّ دورٍ للسفارة الفلسطينية في أوكرانيا بإجلاء الفلسطينيين أو تقديم أيّ مساعدات.

 

وذكر أنه متواجد في كييف والحرب مستمرة، وأصوات القصف لا تتوقف، ويوجد قرابة 2500 طالب فلسطيني عالقين في كلّ أوكرانيا، ولا يستطيعون الخروج لمحطة القطارات والوصول إلى الحدود البولندية.

 

وأكد ان الحدود البولندية مفتوحة ويُسمح للفلسطينيين بالدخول، ولكن الطلاب والمغتربين لم يتمكنوا من الوصول إلى الحدود، وقبل الحرب لم نستطع الخروج لأنّ الجامعات الأوكرانية منعت أيّ طالبٍ من مُغادرة البلاد.

عالقون في الملاجئ

ونبه الى أن الطلبةَ الفلسطينيين يتوزّعون بين الملاجئ، وآخرين في شققٍ سكنية، وسط معاناة حقيقية، خاصة أنّ المحلات التجارية والمطاعم مُغلقة، والطعام والشراب والعلاج يتوفّر بصعوبةٍ بسبب الحرب.

 

وطالب ظاهر، وزارة الخارجية في رام الله بالتحرّك فورا والمساعدة في إخراجِ الطلبة العالقين في أوكرانيا، وتأمين وسيلةِ نقلٍ آمنة لهم، وعدم تركهم وسط القصف والقتال بالحربِ الدائرة في البلاد.

 

أما الشاب المغترب يحيى شاهين، الذي تمكّن من الوصول إلى الحدود البولندية عبر سيارته الخاصة، فأكد أنّ عددَ الفلسطينيين العالقين في أوكرانيا يُقدّر بالآلاف ولم يتمْ إجلاؤهم جميعًا، حيث يواجهون خطر الحرب.

 

وأشار الى أن الجميع يحاولون الوصول إلى الحدود البولنديةِ للهربِ من الحرب، ولكن يواجهون صعوبات بسبب عدم توفّر مواصلاتٍ تقلّهم إلى محطةِ القطاراتِ وبسببِ حالةِ الازدحام، لافتا الى أن عدمَ إجلاءِ الفلسطينيين من أوكرانيا يُشكّل خطرًا على حياتهم، خاصة أنّ الحربَ تشتدُّ يومًا بعد الآخر.

 

أما في حالة الطالب الجامعي براء ارزيقات، فقد نجح في الوصول إلى الحدود البولندية، بعد أن استقلّ القطار، إلى جانب عددٍ من الطلبة الفلسطينيين، بمجهودٍ شخصي، وبدون مُساعدةٍ من أحد.

 

أوضح أن اللاجئين العالقين الذين يحاولون الوصول إلى بولندا ينامون في الشوارع عند الحدود، بسبب تكدُّسِ أعدادٍ كبيرةٍ منهم، مشيرا الى وجود تقصير واضح من السفارةِ الفلسطينيةِ في أوكرانيا لإجلاءِ الفلسطينيين، رغم نداءات الاستغاثة التي أطلقوها عبر وسائل الإعلام، والتي لم تجد أيّ استجابة.

 

وقال ارزيقات إن السفير الفلسطيني في أوكرانيا هاشم الدجاني تواصل معه بعد الحديث عن التقصير، وكانت لغته حادّة، ولكنّ الحقيقة أنّ هناك تقصير من السفارة حول الإجلاء، والطلبة وأبناء الجالية يتحركون دون توجيه.

 

وشدد على صعوبة الوضع عند الحدود، حيث يوجد حالة ازدحام كبيرة، من قبل اللاجئين سواء الأوكرانيين أو العرب او الفلسطينيين، وجميعهم يسعون لهروب من شبح الحرب الذي ينشر رائحة الموت في كل مكان.

فضائح بالجملة

وباتت السفارات الفلسطينية علامة مسجلة لفضائح السلطة، اذ لا يكاد يمر اسبوع دون ان تتفجر إحدى الفضائح هناك، ما بين فساد سياسي ومالي واخلاقي، ومن لم يتورط من السفراء في الفساد فإن الاتهامات بالإهمال تلاحقه.

 

وازدادت فضائح السفراء الفلسطينيين حول العالم، فما بين سفير لا يتقن لغة البلد التي يقيم فيها، وصولا الى سفير يترك اللقاء الصحفي ليكمل لمترجم عنه، وانتهاء بسفيرة يفترض انها تمثل الشعب الفلسطيني تجتمع مع سفير الاحتلال لغسل الدم الفلسطيني عن يديه.

 

وأظهرت دراسة للائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان" عام 2017، أن السفير الفلسطيني يتقاضى راتباً أساسياً يبلغ 13.9 ألف شيقل، والمستشار أول 10.6 ألف شيقل، والمستشار 9.2 ألف شيقل، والسكرتير الأول 7800 شيقل، والسكرتير الثاني 7300 شيقل، والسكرتير الثالث 6300 شيقل والملحق 5200 شيقل.

 

تلك الرواتب تأتي منفصلة عن العلاوات الأساسية على رواتب العاملين في السلك الدبلوماسي والتي تصل إلى 16% من الراتب الأساسي، ناهيك عن صرف علاوات غلاء معيشة تصل تتراوح بين 150% إلى 450% والتي قد تصل الزيادة بدل غلاء معيشة إلى 50 ألف شيقل، وبدل سكن بنسبة 50% ورسوم تعليم مدرسي بواقع 70%، وذلك بسعر صرف ثابت للدولار بقيمة 3.4 شيقل.

 

 

 

 

 

 

إغلاق